محمد حسن الساعدي||
رغم مرور الأيام إلا إن التاريخ يضعنا في صورة العظماء، ويذكرنا بمواقفهم التي غيرت مجرى الأحداث في كل زمان ومكان،فأصبحوا هولاء درساً كبيراً في التضحية والإيثار، وبدأنا نستشعر ضرورة وجودهم في لحظة من لحظات بلدنا في ظل الظروف المعقدة التي يمر بها، ويؤلمنا أن المواجهة معهم لم تكن شريفة، ولم تحمل أي ضمير أو إنسانية ، بل حملت جبناً وعاراً يلاحقهم على مدى التاريخ من عدوهم الذي فشل في الوقوف بوجههم والنيل منهم ، أنهم قادة الانتصارات في العراق الذين غيروا مجرى الأحداث في ساحات المواجهة مع المخططات الخبيثة الرامية لتمزيق وحدة العراق ارضاً وشعباً .
الشهيدان المهندس وسليماني قدما نفسيهما من أجل تحرير البلاج من عصابات داعش الارهابية، وإنهاء المخطط الخطير الرامي إلى تغيير خارطة المنطقة عموماً والعراق خصوصاً، فقد بذلا جهداً كبيراً من أجل تحرير البلاد،وكانا حريصان أشد الحرص على أن يكةن العراق آمناً ومستقراً ومحرراً من براثن عصابات الارهاب بكل انواعه، كما إن شهادتهما تمثل بداية مرحلة جديدة في تاريخ الشرق الأوسط، فدماء هولاء القادة الشهداء صنعت تاريخ العراق من جديد ونفضت الغبار عنه،لأنهم سطروا ملاحم تلو الملاحم في سبيل تحرير العراق والدفاع عن وحدة أراضيه، في الوقت الذي تخلى كل العالم عن العراق في حربه ضد داعش، ولكن لدور هولاء القادة وهذه الدماء التي كانت تحت تقاتل وتدافع تحت غطاء فتوى المرجعية الدنية العليا ( الجهاد الكفائي) والذي أستطاع فيها الحشد الشعبي والقوات الأمنية البطلة والجيش العراقي الباسل من صد عصابات داعش وطردها .
عندما نستذكر هولاء الشهداء فإننا نستذكر تلك المواقف المشرفة التي سطرها الأبطال وهم يدافعون عن المبدأ والهدف الأسمى ضد الاستكبار العالمي، لذلك فإننا باستذكارهم نستذكر التضحيات البطولية التي سطرها هولاء ، وان تضحياتهم تعطينا دافعاً قوياً في الوقوف بوجه المخططات التي تريد الشر بوطننا وشعبنا .