🖋 قاسم سلمان العبودي ||
لقد شمر الولائيون الصادقون ، المحمديون ، العلويون الأصلاء ، عن سواعدهم بالحضور الكثيف ، سواءاً في شارع الشهيد المهندس ( المطار ) ، أو في ساحة التحرير ، التي ضجت بنداء الحق وصحيات الرفض والأستنكار للجريمة البشعة التي أظهرت أقبح وجه لواشنطن ، والذي حاول رؤسائهم تلميعه لكن من غير جدوى . الملفت للنظر في هذه المسيرات المليونية ، التي غصت بها بغداد ، أنها قلبت الطاولة على من يتشدق بترهات الجوكر البغيض ، الذي أستفحل على مدى سنة كاملة في وسط وجنوب العراق . لقد أعاد أبناء الشهيدين المقدسين التوازن المطلق لأيمان الأمة بقضاياها المصيرية .
لقد بين أبناء العراق الغيارى مدى العمق العقائدي للشعبين العراقي والأيراني ، والذي تحاول قوى الأستكبار العالمي ، وأدواتهم في الداخل والخارج فصم عراه ، وشق عصى الأمة التي تشرفت بهذين البطلين اللذين أبطلا المخطط الرامي لتمزيق الأمة وتفرقها . فكان أمتزاج دمائهم ، وأجسادهم ، أمتزاج للأمتين العراقية والأيرانية ، التي أتعبت المحتل كثيرا .
كما كان علي عليه السلام قسيم الجنة والنار ، كان الحاجين سليماني والمهندس أعلى الله مقامهم ، الخط الفاصل بين الوعي واللاوعي . بين الطهر والخبث ، بين الولاء المطلق والولاء المنحرف .
فقد غابت عن ساحة الأحداث ، جموع كنا لوقت قريب نعتقدها من التيارات الوطنية ( الأسلامية ) التي تنادي بتصحيح المسارات ، وترميم البيت الشيعي والى ما هذه التصريحات الرنانه ، التي يخيل للمتابع أنها تصب في خانة مصلحة الأمة والشعب العراقي.
غاب الأعلام الحكومي وأعلام ( المصلحين ) عن تغطية ولو جزء يسير من نهضة الشعب العراقي الذي أبرز الجانب الناصع لأبنائه البررة الذين غصت بهم ساحة التحرير . اللافت في خطاب قناة العراقية الأعلامي ( المملوكة للدولة ) ، أنها تستذكر على أستحياء ، ذكرى ( مقتل أبو مهدي المهندس و رفاقه في شارع المطار ) !!! . أي ضعه هذه وأي هوان ، ذلك الخطاب الأعلامي المزري ؟ أهكذا يكافيء الشهداء ؟ هؤلاء الشهداء الذين لو لا قيادتهم الناجحة لفصائل المقاومة ، ولو لا دمائهم الزاكيات ، لما كان هناك مقر لقناة العراقية ، أو قناة الفرات التي كانت تبث برنامج ( عالم الحيوان ) في وقت خروج المسيرات !!
يا رئيس تحالف (..) ، ويا مصلح البيت الشيعي ، ماهكذا تورد الأبل ؟ هؤلاء عمقكم الستراتيجي ، ولولا همتهم المنقطعة النظير ، لما كان لكم فيها مستقراً ولا مقاما . غريب جداً أن لا نسمع لتياراتكم ( العريضة ) ، حسيساً ولا نجوى ، في وقت أحرار العالم بأجمعه تقيم المسيرات المناهضة الرافضة للهيمنه الأستكبارية الشيطانية المتمثلة في الكيان الصهيوني وربيبتها واشنطن . وفضلاً عن ذلك تنادون بهيبة الدولة التي لم يتبقى منها سوى حطام سيارة الشهداء في شارع المطار .
غريب ما صنعتم أيها ( السادة ) . فهيبة الدولة تكون بخروج المحتل الذي أثخن الأمة جراحاً ، وأنتم تنظرون الى السيادة المصطنعة ، وتخلون الساحات من تواجدكم ( اللافت ) للأنظار ؟ بأي مقياس نقيس صنيعكم ؟ وبماذا نصفكم ؟؟ أعتقد بانت عوراتكم ، وتركتم خندع الشرف ، الى خندق السلطة ، الذي ستملؤون الساحات بها قريباً جداً لتحشيد تياراتكم للأنتخابات القادمة ، حتى تتسلطو على مقدرات الشعب الذي طالما أستغفلتموه نهاراً جهارا .
عاجلاً أم آجلا ، ستعلمون أن من خرج لنصرة الحق ، كان بلسماً لجراحنا التي أمتدت طيلة عام كامل . ونقول كما قال صاحب الذكرى العطره : يقيناً كله خير .