كندي الزهيري||
للفكر والثقافة أنصار وأعوان جاهزين من أجل التضحية والفداء من أجل تلك المعتقدات الفكرية أو الأدبية والثقافية، وهنا تكثر الأفكار وغيرها وتتشعب، مما يجعل المجتمعات تنقسم بين مؤيد وبين رافض إن كان ذلك كلاميا أو فعليا فالنتيجة هناك قناعة وتأيد والعكس صحيح.
أشرنا سابقا في إحدى مقالات أن نشوء الماسونية حسب المصادر تعود إلى تلك الحادثة وهي رفض إبليس السجود لآدم، هناك تكون فكر الماسوني المنحرف مقابل حزب الله، والكل توعد بمحق الآخر.
تحول الفكر في الغرب إلى المذهب الماسوني تحت مسمى ( مذهب الإنساني) الخادع،
لقد تبين أن أكثر ما يجذب الناس إلى قبول الإنسانية جهلهم بدينهم، ثم جهلهم بما تهدف إليه دعوة الإنسانية، ثم انخداعهم بذلك الشعار الأجوف الذي ينادي به دعاة الإنسانية، وهو الاجتماع على الإنسانية بغض النظر عن أي اعتبار من دين أو لون أو وطن، فالكل تتسع لهم مظلة الحرية والإخاء والمساواة التي يوفرها لهم مذهب الإنسانية.
وإن الذين يعتنقونها سيعيشون عيشة راضية، فانخدع الكثير بمثل هذه الدعايات البراقة، وقد عرفت أنها من دعايات الماسونية الماكرة التي تتربص للقضاء على كل الأديان تحت شعارهم اخلع عقيدتك على الباب كما تخلع نعليك ، فمن المعلوم أن خلع العقيدة ووضعها على الباب إلى جانب النعال إنما يراد بها عقيدة من يسمونهم ب الجويسم أو الأمميين، أما عقيدتهم فهي التي يقوم عليها مذهب الإنسانية وهي التي يجب أن تبقى بعد أن ينسلخ الداخلون في الإنسانية عن عقائدهم ويتنازلون عنها لكي يتم دخولهم في مذهب الإنسانية.
كما حدث مع المسيحيين الذين تركوا معتقداتهم وانسلخوا من المسيحية بأمر من اليهود إلى الغرب الذي يمثل رمح الماسونية العالمية، فتحولت المسيحية قشر ظاهرية فارغة باطنها من أي عقيدة أو التمسك بالحقيقة.
اليوم صنع الغرب بأمر اليهود الذين يمثلون العامود الفقري للماسونية، حركات المناهضة للإسلام والمسلمين أن كانت في الغرب أو التي توجد في الشرق عبر بعض الطوائف المصنعة في مصانع الغرب كالوهابية والسلفية والتكفيريين، من أجل تخريب وتشويه دين الإسلام، وتكريه الشباب المسلمين، وهذا يعد حسب سياسة الغرب إلى ترك الدين الإسلامي ونسف معتقداته، فيتحول الشاب إلى المذهب الماسوني الإنساني الذي يؤمن بأن الإنسان عبارة عن مادة صنعتها الطبيعة، ووجود الإنسان في هذه الدنيا من أجل المادة والتحرر من عبودية لله! وادخاله في عبودية الماديات . لكن أمام الماسونية عقبة كبرى تكمن بمذهب آل البيت عليهم السلام والمعتدلين من المسلمين وهذا موضع قلق بالنسبة لهم، وإذا رجعنا إلى المقولة حول هذا الموضوع بأن الغرب سيبقى غرب، والشرق سيبقى شرق خطان لا يلتقيان، سنعلم بأن السلام المحمدي الأصيل الذي أنتج المذهب الشيعي لن يلتقي مع الماسونية منذ تلك الحادثة حتى قيام الساعة، هناك حرب مستمرة غير قابلة للتفاوض أو النقاش حتى يهزم أحدهم الآخر، فلا الماسونية ستترك فكرها ولا المذهب الشيعي سيترك دينه وعقيدة.
وما نشاهده اليوم بشكل أوضح من الوضوح هي حرب فكرية ( غزوا ثقافي) لا هوادة فيها بين مذهب ودين لله ومذهب ودين الشيطان.
إذا المطلوب منا ليس حمل السلاح فحسب لكي نواجه هذا الفكر الضال علينا أن نحصن أنفسنا أكثر من قبل، وهنا واجب علينا أن نشن حربا فكرية موجهة إلى داخل المجتمعات الباهرة بزيف المذهب الماسوني الإنساني،
إذا أخذنا بنظر الاعتبار أن أصل وجود الإنسان هو من أجل العبادة، وأن وجودة في هذه الدنيا ما هي إلا محطة للعبور نحوا الخلود الأبدي، ولا يمكن الوصول إلى ذلك إلا حين التخلي عن النفس الأمارة والوصول إلى النفس المطمئنة، وهذا يحولنا من مجتمع مادي إلى مجتمع معنوي روحي، لهذا يعتبر المذهب الشيعي عدوا أساسي للفكر الماسوني ويجب القضاء عليه، لكونه مؤثر وقادر على هزيمة ذلك المذهب الضال...
https://telegram.me/buratha