منهل عبد الأمير المرشدي||
بعد قصة حب دامت لسنين ممزوجة بصراع العوائل وعناد الآباء وخلاف الأمهات واختلاف المزاجات والقيل والقال إستطاع (عبد الواحد) وبوساطة أهل الخير واصحاب العقل أن يتزوج ابنة عمه (تسواهن) ولأن عبد الواحد يحب تسواهن كثيرا وعانى من اجل الحصول عليها كثيرا ولا يريد أن يراها يوما غاضبة او حزينة كان يجلس معها بنهاية كل إسبوع ويعقدا إجتماعا مغلق بعيدا عن وسائل التنصت العائلية ووسائل إعلام صلة الأرحام بما فيها من تقنيات وألغام .
بعد عام من زواجهما وقبل ليلة ولادتها تداولوا وإتفقوا على العوامل والقواسم المشتركة وخصوصا تربية الأبناء لذلك قرروا ان يتفقوا على الأسماء إذا ما رزقهم الله بولد أو بنت .
كان الجدال محتدم وساخن بين إصرار عبد الواحد عى أن يسمي الولد على اسم ابيه سرحان وبنت عمه التي تصر على ان يكون اسم الولد سلمان على اسم ابيها وحلا للنزاع إتفق الطرفان على ان يكون إسم المولود معتمدا على اول كلمة يقولها المذيع بنشرة الأخبار في التلفزيون.
رزقهم الله بولد فأنتظروا نشرة الأخبار وتزامن ذلك مع اجواء الأحتفالات التي تملأ البلاد بعد الإنتصار على الأعداء في سوح القتال فأبتدأت نشرة الأخبار وخرج المذيع وقال ( الشعب يواصل احتفالاته في النصر على الأعداء ) . فقال عبد الواحد وزوجته على بركة الله سيكون اسم الولد (شعب) . بعد سنة واحدة رزقهم الله ببنت وانتظروا نشرة الأخبار وخرج المذيع وقال ( الحكومة تهنئ الشعب بذكرى الإنتصار على الأعداء ) فقال الزوجان تمام وعلى بركة الله اسم البنت هو (حكومة) . وصار لديهم ولد اسمه شعب وبنت اسمها حكومة.
لقد نشأ الأخوين شعب وحكومة في بيت واحد لكنهما كانا مختلفين في الطباع والأخلاق فقد كان الولد طيبا جدا وساذجا بسيطا جدا وقنوعا جدا وراضيا بكل شيء راقصا مع كل من رقص وباكيا مع كل من بكى ويحب النوم كثيرا ويحب الأكل كثيرا ويتذكر قليلا وينسى كثيرا . فيما إمتازت أخته حكومة بالصلافة والوقاحة وسلاطة اللسان والكذب والنفاق وطول اليد والنفاق وتشعب العلاقات وكثرة المشاكل .
لقد تعب عبد الله وتسواهن في تربية الولد والبنت والسيطرة على تصرفات حكومة وكان كلما يتصل سرحان بإبنه عبد الواحد او يتصل سلمان ببنته تسواهن يسألونهما عن الأولاد (ها بابا اشلونكم بشرونا بالجهال اشلونهم ) يقولا لهما بصوت واحد ( شعب نايم وحكومة تلعب بكيفها ) ...
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha