سميرة الموسوي ||
في مقال بعنوان تفكك أمريكا كتبه البروفيسور الكندي ويد ديفس في مجلة أمريكية ونشر في 16 مليون موقع ألكتروني لاهميته ،أورد فيه أن أمريكا بدأت تتفكك إنطلاقا من إحدى المسلمات أو الحتميات التاريخية وهي أنه ( لا إمبراطورية تدوم إلى الأبد وكل مملكة تولد لتموت ) ويضرب البروفيسور أمثلة كثيرة لإنهيار وتفكك الامبراطوريات عبر التاريخ .
والمقال هذا سبب أزمة كبيرة في أمريكا ما زالت حتى اليوم .
وأزاء ما توصل إليه الكاتب الكندي تلمسنا أثر الموقف الايراني الاسلامي الفريد من الهيمنة والتسلط الامبراطوري الأمريكي وتسريعه من التفكك المحتمل لهذا القطب الاحادي أو الذي بدأت تتفتت أحاديته .
وقبل أسترسالنا في موضوعنا ينبغي لنا القول أننا لسنا بصدد الذهاب الى تعبئة المعنويات الايرانية أو مناصريها في الكثير من أنحاء العالم ،ولكننا أزاء تلمس الحقيقة في الأحداث الجارية الآن ونحن ما زلنا في مفاهيم مقال البروفيسور الكندي .
إن موقف إيران الإسلامية المتسامي بقوة وإقتدار ضد تهديدات دولة عظمى يشكل ظاهرة غير مسبوقة من حيث كونها دولة إستطاعت أن تنهض بعد حرب ضروس غذتها دول كبرى ودول جوار ، وإن نهوضها جاء مفاجئا للعالم بسبب نتائج هذا النهوض الذي مكنها من أن تقف بثقة عالية بوجه الشيطان الأكبر وبضعة طواغيت تابعة له وخانعة وممولة .
إن الأزمة التي تمر بها أمريكا والتي تعد من أهم علامات تفككها أو أفول هيمنتها كان سببها إدراك ترامب وإدارته ومن يؤيده أن نهوض إيران الإسلامية والتزامها بمنهج إمام المتقين عليه السلام في الحق والحرية والعدل والكرامة الانسانية سوف يتأصل بين الحكومات والشعوب المتطلعة إلى الانعتاق من الاستعمار والهيمنة وما يؤديه هذا المنهج من وعي عام تجاه الحق الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ويقوض كل أحلام الصهيونية العالمية الرامية إلى إقامة إسرائيل الكبرى بعد تنفيذ صفقة القرن .
وتجلى ذلك الادراك الحاقد الأمريكي الترامبي بالاستقتال لإيجاد الذرائع لتوجيه ضربة عسكرية مدمرة لإيران وعلى الرغم من معرفة ترامب بأن إيران قادرة على الرد وتدمير القلاع الأمريكية سواء تلك التي في دول الجوار أو في مناطق أخرى من العالم .
سيذكر التاريخ أن إيران الإسلامية كانت حتف الإمبراطورية الأمريكية .
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha