قاسم الغراوي ||
شهدت العقود الأخيرة هجمات شرسة للإطاحة بالحكومات في المنطقة العربية ومؤسساتها ونظامها وتدمير بناها التحتية وقتل شعوبها وتشريد الغالبية منهم.
في العراق وسوريا واليمن وليبيا ولازال مسلسل التآمر من قبل العرب أنفسهم على العرب اخوتهم بتامرهم لتدمير شعوب البلدان العربية نكاية بحكامها أو اختلافا على مصالحها أو تنفيذا لمؤامرات دولية لأهمية هذه البلدان وموقعها الاستراتيجي أو مواقف شعوبها تجاه الأحداث المرتبطة بمصالح دول الاستكبار العالمي .
حوالي 10 سنوات من الصراع والنزوح وفقدان الأرزاق؛ ألحقت هذه السنوات العصيبة خسائر فادحة بالأطفال وأسرهم في شمال غرب سوريا. وتقدر اليونيسف أن 1.2 مليون طفل في شمال غرب سوريا هم في أمس الحاجة للمساعدات الانسانية،
حيث يلجأ الأطفال وأسرهم إلى المرافق العامة والمدارس والمساجد والمباني غير مكتملة الإنشاء والمتاجر.
ويعيش الكثيرون في العراء يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، وفي الحدائق العامة، تحت أمطار غزيرة وفي البرد القارس. ووصولهم إلى الخدمات الأساسية مثل الخدمات الصحية أو المياه أو الصرف الصحي إما محدود للغاية أو معدوم. وقد أدى الانكماش الاقتصادي الأخير في سوريا وتأثير جائحة كوفيد-19 إلى تفاقم هذا الوضع البائس أصلاً. وتلك الظروف عاشها ولازال يعيشها النازحين في بلداننا العربية مثل العراق وسوريا واليمن كذلك التي شهدت هجمات وحروب ومواجهات دامية.
تحتاج اليونيسف بشكل عاجل إلى 22.44 مليون دولار أمريكي للوصول إلى 435,000 طفل دون سن 15 عاماً وإلى الأطفال حديثي الولادة في جميع أنحاء سوريا وإيصال مواد إغاثة شتوية غير غذائية في الفترة من تشرين الأول / أكتوبر 2020 إلى آذار / مارس 2021. ومن إجمالي التمويل، هناك عجز 20 مليون دولار. بدون دعم إضافي فوري، سيكون آلاف الأطفال في خطر مع بدء طقس الشتاء القارص .
لماذا ندفع ثمن سياسات حكومات خاطئة ومؤامرات دولية مستمرة ولماذا غاب الوعي والإجماع لفهم طبيعة الصراع الوجودي المرتبط بالمصالح الدولية وهل لوجود الثروات في بلاد العرب والمسلمين في هذه المنطقة نعمة أم نقمة؟
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha