المقالات

سقوط الامبراطوريات وعقائدها السياسية..وتألق إيران الإسلامية


 

سميرة الموسوي ||

 

منذ فجر التاريخ والامبراطوريات تسود ثم تبيد ،وهذه مسلمة يتعذر نقضها لان مصاديقها التاريخ .

والامبراطوريات يصيبها الغرور ،والعتو ، والطغيان بالضرورة ،وعندئذ يبدأ النخر فيها من خياشيمها حتى تتهاوى ، وتتبعثر بددا .

ونحن هنا ،لسنا بصدد نقض قانون ( التغير ) _ في ما يلي من موضوعنا __ فالتغير حكمة ربانية بقانون كوني ، ولكننا بصدد إيراد حقيقة مفادها أن تطور الدول على أسس حدود الله جل وعلا أو على إرادته كما جاء في كتابه الكريم سوف لا تتحول إمبراطوريات فاقدة لإنسانية تطورها لان تطورها ومن ثم تألقها على وفق منهج الحق والحرية والعدل والكرامة الانسانية وهو منهج إمام المتقين عليه السلام سيجعل منها حاملة سر ديمومتها في ذاتها بحيث تتجدد وفق الأرضيات المعرفية الزمنية فتستوعب الواقع وتتدفق بالانسان نحو السمو بإنسانيته ،فلا تسمح بأن يتعدى أو يسلك سلوكا إمبراطوريا ، بمعنى أنها توقفه عند منهجه الذي يشكل جوهر الوجود الانساني .

وتأسيسا على ذلك فإن قانون ( التغير ) سيكون ساريا ولكنه لا ينهي التقدم ، وإنما  يشذبه من أية مواقف لا تنسجم ومصلحة الانسان وبإرادة ربانية وسعي بشري ، أي إنه ينتزع ما يجب أن يتغير ويبقي المنبثق منها الجديد ،والذي كان سر ديمومتها ، وذلك السر هو القانون الضمني في صميم قانون التغير ، وهو منهج الارتقاء بالانسان بمفرداته الإسلامية ( الحق ،والحرية ، والعدل ، والكرامة الانسانية ) .

وهذا المنهج في حقيقته هو ( مكارم الاخلاق ) ومكارم الأخلاق هي الاسلام ،حيث يقول النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ( إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق ) .

فكما رأينا كيف سقطت أمبراطوريات قديما وحديثا ، وحاليا أمريكا حيث بدأت تتساقط سقوطا مدويا سنرى كيف تتألق دولة بصورة تدعو لتأمل كيف يعطي الله سبحانه وتعالى بغير حساب ،هي إيران الإسلامية في حدود المنهج المتجدد أبدا لانه أرادة الله لخلقه ،والذي يمنعها من أن تكون أمبراطورية بالمفهوم الذي نخر الامبراطوريات وجعلها أثرا بعد عين .

إيران تقوم على الدين الاسلامي بمنهج تكويني إرتقائي إنساني ينسجم وإرادة الله لخلقه ( ولقد كرمنا بني آدم ) وتكريم بني آدم هو الذي يهدف إليه ( قانون التغير ) ومنهج إمام المتقين عليه السلام .

وتأسيسا على ذلك تفتقت الذهنية الاسلامية الايرانية عن نظام مستخلص من الارادة الإلهية للأنسان ، ومن مصاديق الاستخلاص ما نلمسه يوميا من إعتداءات الأنظمة الظالمة  الطاغوتية على إيران الإسلامية .

إيران الإسلامية بنوعية نظامها المسدد بعون الله ، وأستعداد الشعب الواعي الملتف حولها بقناعة وثقة ، وبقادتها تتسامى لتكون نبراسا ومنارا ومثالا إنسانيا ناجحا للأنظمة والشعوب المتطلعة إلى الانعتاق من الاستعمار والهيمنة والخنوع .

والآن يخصص الاعداء جل جهودهم المتوحشة للنيل من هذا النظام الاسلامي ومنهجه الكريم ، فلا يصيبون سوى الخسران والخزي  ، ويزيد الله إيران الإسلامية قوة ومنعة وإقتدارا .

وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك