قاسم الغراوي ||
يجب على العراق أن يشدد إجراءات الأمن على الحدود البالغ طولها 600 كيلومترآ مع سوريا، لسد الطريق في وجه متشددي داااعش ومنع تهريب المخدرات وغير ذلك من الأنشطة غير المشروعة ومحاولة عبورهم للقيام بعمليات إرهابية.
الحدود الصحراوية النائية التي تجمع العراق وسوريا تسيطر عليها قوى ذات انتماءات مختلفة، من الجيش العراقي إلى فصائل مسلحة إلى قوات من الجيش السوري ومتمردين مناهضين لدمشق وقوات كردية تدعمها واشنطن ، مما أربك الوضع امنيآ في إيجاد انسجام وتفاهم وتعاون في الجوانب الأمنية على الحدود بين العراق وسوريا.
وتشكل الحدود بؤرة للتوتر بين الجماعات المدعومة من إيران والولايات المتحدة، علاوة على الاضطراب الناجم عن توغلات داعش والضغوط التركية على الجماعات الكردية المتمردة .
التقاطع في المصالح الدولية والإقليمية خلق هذه التوترات وكانت دائمآ بؤرآ قابلة للانفجار حينما غابت الحلول الأمنية .
إن الحدود في الجانب العراقي تحت سيطرة القوات الحكومية فيما يجري تأمين الأوضاع بمزيد من الإجراءات المشددة، لكن التحديات الرئيسية قادمة من داخل الأراضي السورية وعلى حدودها المتاخمة مع العراق.
ان أكبر التحديات الأمنية تتمثل في عدم وجود شريك أمني واحد أو موحد على الجانب السوري.
فعلى سبيل المثال تنتشر على الجانب الآخر من الحدود قوات سوريا الديمقراطية التي يجري التنسيق معها من خلال التحالف الأمريكي ، وهي قوات غير نظامية يهيمن عليها الأكراد ومدعومة من الولايات المتحدة وتقاتل فلول الدولة الإسلامية. وهي أيضا مناهضة لتركيا.
اما الجيش السوري يسيطر على مناطق إلى الجنوب، بينما تسيطر جماعات معارضة سورية على مناطق وراء ذلك، تعددت المسميات وتقاطعت المصالح لذا كانت غالبا الأوضاع متوترة هناك.
لازال العراق يكثف من خططه الأمنية باستخدام الكاميرات الحرارية ذات التكنولوجيا المتقدمة وبالونات المراقبة يضاف إلى ذلك حفر خنادق بأعماق أكبر على طول أجزاء كبيرة من الجانب العراقي من الحدود حيث تتناثر أبراج مراقبة وسواتر ترابية وأسلاك شائكة.
وفي الوقت الذي يمضي فيه العراق قدما في علاقة متنامية مع تركيا التي تريد منه المساعدة في تضييق الخناق على أنشطة حزب العمال الكردستاني عليه كذلك أن ينسق امنيآ مع سوريا لضبط الحدود معه فالقبضة الأمنية تبدأ من الحدود بعيدا عن التصريحات الجوفاء والاتهام الغير مبرر لقواتنا البطلة التي قدمت التضحيات من أجل أمن الشعب واستقرار الوضع في العراق.
ـــــ
https://telegram.me/buratha