المقالات

فرضية نظرية المؤامرة (Conspiracy Theory)  وثوابت السياسية الغربية

1051 2021-01-31

 

 اياد رضا حسين||

 

لاحقا لمقالنا الاخير (اقليم ،،، ام دولة) في (29/1/2021) , وتعقيبا على ملاحظة احد الاخوان الافاضل حول مدى امكانية القيادات الكردية السياسية والعشائرية ان تنجح في اعلان الاقليم دولة ، وماهي فرص النجاح ؟ ،، او انها كوسيلة ضغط على الحكومة الاتحادية ؟!  واشار ايضا الى ان نظرية المؤامرة  التي يتهم بها الغرب دوما ، انها تصح في مجالات محدودة وليست على نطاق كوني او اقليمي كبير ،،، وقد عقبت على الموضوع على النحو الاتي  :

ان موضوع الدولة الكردية هو اوسع من طموحات الاكراد ، وانما هو يقع في نفس الاسباب والغايات التي تم بموجبها انشاء الكيان الصهيوني من قبل الغرب الاستعماري (الحروب الصليبية بدأت صفحاتها الاولى في القرون الوسطى ولازالت مستمرة واخرها هذا الذي يجري الان من تدمير وتجزأة المنطقة)  ، واذا كانت القضية الفلسطينية في حكم المنتهية واستنفذت اغراضها ، فانه يجب ان تكون هنالك قضية اخرى بديلة تستنزف المنطقة لعشرات السنين ، وبالتالي اضعاف تركيا وايران والعراق وسوريا وهي الدول المهمة وادخالها في صراعات وحروب لا اول لها ولا اخر ،،، وبعد عشرات السنين سيجدون قضية اخرى وصراع اخر ،، وهكذا ...ان هذة الدول الغربية الكبرى توجد لديها ثوابت تسير عليها في استراتيجياتها ، على الرغم من المتغيرات الحادثة ،،، ومنها عل  سبيل المثال ،، هو تقسيم وتفتيت الدولة التي تهزم امامها في الحروب .

 ولونستعرض منذ الحرب العالمية الاولى ، كيف جري تقسيم وتجزأة الدولة العثمانية الى عشرات الدول ، وماجرى بعد الحرب العالمية الثانية من سياسة القسمة على اثنين كتقسيم فلسطين وتقسيم شبه القارة الهندية ، وما جرى بعد حرب البلقان في التسعينيات كتقسيم يوغسلافيا الى ستة دول ،،، وهكذا ، فكم من الدول جرى تقسيمها وكم من الكيانات ظهرت ، تحت مسمى (الشمالي ، الجنوبي) . ان من الشواهد الاخرى لثوابت السياسات الغربية ، فعلى سبيل المثال عندما قررت بريطانيا العظمى القضاء على الدولة العثمانية.

 فمن المؤكد ان هنالك استحضارات سوقية وتعبوية عسكرية تسبق المعركة ، الا ان المهم هو تفتيت العدو من الداخل ، وهكذا فقد وجدوا ان نشر الفكر القومي السياسي الذي بدأ ينتشر في تلك المرحلة هو الذي يحقق لهم هذا الهدف في تأليب العرب المسلمين ضد هذة الدولة ، وفعلا نجحوا في ذلك للحد ان الشريف حسين شريف مكة وبالاتفاق مع الانكليز يعلن الثورة العربية ضد الدولة العثمانية لقاء وعود كاذبة  ،،، وبعد مئة عام عندما قررت الولايات المتحدة بدأ الحرب الاستباقية ضد المنطقة بعد احداث الحادي عشر من ايلول عام  2001 .

 فقد لجأت الى نفس الشيئ في نشر الفكر الطائفي لتحقيق نفس الغاية ، وهكذا قررت اسقاط نظام صدام في العراق واقامة نظام يقاد من قبل الشيعة ، والذي سيؤدي حتما الى ردود افعال في الداخل العراقي والاقليمي من قبل العرب السنة ، وفعلا هذا الذي حصل وبدأ هذا الصراع بعد الغزو الامريكي وانتشر واخذى منحى خطيرا عنما وصل الى الاحتراب الدموي.

وقد حقق هذا الصراع اهداف كثيرة واهمها تحويل الصراع ، من صراع عربي اسرائيلي الى صراع عربي ايراني ، وادى الى هرولة اقزام الخليج وغيرهم في الارتماء في احضان نتانياهوا جهارا نهارا في سابقة خطيرة ومؤلمة لايعرفها العرب طيلة هذا الصراع ،، وبيع اسلحة بمئات المليارات من الدولارات الى دول المنطقة.

 ومن الشواهد الاخرى ايضا على ثوابت السياسة الغربية والامركية على وجه الخصوص ، هو سياسة (الكيل بمكيالين) في التعامل مع القضايا الدولية المهمة ، وبشكل صلف وسافر وباستخفاف واضح بالاخرين ، ومنها على سبيل المثال في الصراع العربي الاسرائيلي ، والان في موضوع الملف النووي الايراني ، وغيرها من الملفات .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك