المتتبع للأحداث الدراماتيكية في الساحة العراقية يقف على مسألتين غاية في الأهمية . أولها الأستهتار الواضح من قبل الحكومة التي وضعت كل عصيها في دواليب معيشة المواطن الذي بدأت ظروف الحياة تضغط عليه بشكل كبير جداً ، وهو يرى الفيء يقسم ويسرق نهاراً جهاراً ، وتحت مسميات ما أنزل الله بها من سلطان . الأحداث تتسارع وكأن الحكومة العراقية في تسابق مع الزمن من أجل أذلال المواطن العراقي ، الذي لم يرى خيراً في بلده حتى هذه اللحظة . الأتفاقيات الأقتصادية الضخمة ، التي أبرمتها حكومة الكاظمي مع الأردن ، كفيله بأن تجعل هذه الحكومة الشيطانية محل تساؤل من قبل البرلمان الذي تسلط وتغول هو الآخر على هذا الشعب الذي دارت عليه دوائر الأستكبار والأستفقار . الكل يعلم مسألة الأتفاق مع الأردن ماهو ألا عملية ضغط أمريكي واضح لتسريب البضاعة الصهيونية التي يبدو أنها لا سوق رائج لها سوى شعوب المنطقة المستضعفه ، والتي لاحول لها ولاقوة . لذلك جاء هذا الأتفاق الخطير لتبتدأ معه مرحلة أنتقالية ، تتمه للضغط الأقتصادي الحاد ، والذي تشرفت به حكومة العراق بتجويع الشعب كمقدمة أولى للبدأ بالصفحة القادمة لأركاعه أمام الجبروت الصهيوني والذهاب به خارج متبنياته العقائدية . أنفجار بغداد الأخير ، وما تلاه من عرض بيع لمحطات الكهرباء ( الوطنية ) ، والتخبط في كثير من القرارات الغير منصفه ، وأخطرها ضريبة الراتب لموظفي الحكومة ، فضلاً عن تعويم العملة العراقية ورفع صرف الدولار الأمريكي كلها تصب في مشروع قادم لا محاله . والأمر الآخر ، والذي هو أكثر غرابه ، صمت رؤساء الكتل السياسية الذين جاءو بالكاظمي كرجل حل للأختناق السياسي الكبير ، الذي رافق أداء رئيس الحكومة السابق عادل عبد المهدي . عرابو صفقة التكليف الكاظمي يرون بأم أعينهم ، الأنزلاق الخطير الذي تحاول رسم ملامحه واشنطن ، وكأن الطير فوق رؤوسهم ! نحن كمتابعين للشأن السياسي العراقي نذهب الى أن صمت هؤلاء ، أنما ينبع من مسألتين لا ثالث لهما . أما أنهم مشتركون في هذا السيناريو الخطير والذي تديره أعتى أجهزة المخابرات الأستكبارية ، أو أنهم قد أوغلو في الفساد لدرجة تم توثيق فسادهم ، وأخذت تلك الأجهزة المخابراتية أبتزازهم في حال رفضو السير في الأجندة الغربية والتي يقوم الكاظمي بالسير فيها واثق الخطى . وألا ما هو التبرير المنطقي لصمت هؤلاء ؟ أما أن تصمتو كما أنتم الآن كصمت أهل القبور ، أو تبينون للشعب ماهية تصوراتكم للمرحلة القادمة وماذا أعددتم لها . وألا سنذهب مرغمين الى نظرية المؤامرة . الشعب ينتظر حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود في دهاليز سياساتكم التي أنجبت لنا فأراً ، بعد مخاض عسير . حتى تستقيم الأمور نقولها بشرف ، أقيلو نعثلاً فقد كفر بكل ماهو مقدس في بلاد القداسة والطهر .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha