حازم أحمد ||
هكذا، لم يتمكن الحمار يومًا من الانخراط في منهجية نظرية التطور، لم يتطور من زاحف إلى دولفين -كما تقول النظرية-، ولم تنبت له الأجنحة ليكون فراشةً كما كنا نشاهد في أفلام الأطفال، يظل الحمار يتمنى أشياء كثيرة؛ لكنها في حيِّز الأمنيات للأبد.
إنّ أكثر عمليات التدحرج اكتظاظًا في العراق هي التدحرج الثقافي والإعلامي، إذ يتدحرج إعلاميٌّ ما لا يفهم في مهنته حتى همزة قطع اسمها؛ إلى قاع لا قرار له.
نعم، هكذا نشاهد -بِحِرْقة- الإعلامي عدنان الطائي عندما يتكلم عن الكبار: (الإمام الخامنئي، الجمهورية الإسلامية) فيكتب على تويتر:
«بلاسخارت في بيت المرشد: هل تنجح "الخالة" في ضبط إيقاع "الجارة"؟»
السيد عدنان متصوِّرًا بسذاجة وبراءة وغباء أنّ السيدة بلاسخارت (ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق) مؤهلة أو قادرة على تغيير منهجية التفكير لدى الإمام الخامنئي (المرشد)!
اسمح لنا أيها الإعلامي (يا فلتة الزمن) أن نَرُجَّ ذاكرتك قليلًا:
١- الجمهورية الإسلامية بقيادة (المرشد) عندما أرادت توجيه صفعة تأديبية لأميركا؛ فإنها استخدمت الصواريخ الباليستية التي دكَّت بها قاعدة عين الأسد دكًّا.
حدث هذا في: كانون الثاني - 2020.
٢- الأسطول الإيراني الذي يتكون من خمس ناقلات يصل إلى فنزويلا؛ حاملًا المشتقات النفطية، والمواد الاحتياطية لإصلاح مصافي النفط، ومعه الخبراء.
إذ سبق أن سيَّرت إيران رحلات جوية تابعة لشركة (ماهان إير- Mahan Air)، لتحطَّ في ولاية (فالكون الفنزويلية) حاملةً معدات وخبراء من إيران؛ لإعادة تشغيل مجمع (مصفاة باراغوانا) في فنزويلا، التي تُعَدُّ مِن أكبر مصافي التكرير في العالم، كاسرةً بذلك الحصار الأميركي المزدوج، وممرِّغةً أنف الغطرسة العالمية بالتراب.
الجمهورية الإسلامية هَزَمَت في حركتها هذه الأساطيل الأميركية العسكرية الإستراتيجية التالية:
أ- الأسطول الأميركي الخامس، الذي مقره في (البحرين - المنامة)، ومسؤوليته تُغطّي الخليج الفارسي، وأجزاء من المحيط الهندي، وبحر العرب، والبحر الأحمر.
ب- الأسطول الأميركي السادس الذي يتمركز موقعه الرئيس في (إيطاليا - نابولي)، ومسؤوليته تُغطّي: البحر المتوسط، وأوروبا، وإفريقيا.
ج- الأسطول الأميركي الرابع، الذي يقع مقره الرئيس في (ولاية فلوريدا الأميركية)، وتُغطّي مسؤوليته جنوبي المحيط الأطلسي، والبحر الكاريبي، وما يحيط بأميركا الوسطى، وأميركا الجنوبية.
عمليًا أُخرِجَت هذه الأساطيل الأميركية الإستراتيجية من الخدمة على يد الجمهورية الإسلامية بقيادة (المرشد).
حدث هذا في حزيران - 2020.
٣- اجتمع مجلس الأمن الدولي بأعضائه الخمسة دائمي العضوية، وكان الاجتماع لأجل التصويت على قرار أميركي بتمديد فرض الحظر العسكري التسليحي على إيران؛ لأن الحظر كان سينتهي في تشرين الأول من العام 2020.
وفي حركة لا سابق لها من قبل الأعضاء الأربعة دائمي العضوية، أي: بمن فيهم بريطانيا وفرنسا رفضوا الطلب الأميركي، وأداروا ظهورهم لوزير الخارجية الأميركي (بومبيو)!
وبهذا فإنَّ ثلاث عشرة دولة من أصل خمس عشرة دولة في مجلس الأمن الدولي لم تقف مع أميركا؛ مِن بينها تسع دول غير دائمة العضوية، ولم تُصوِّت لصالح أميركا إلا (جمهورية الدومينيكان) المجهرية غير دائمة العضوية!.
ومِنْ ثَمَّ لا تمديد أو تجديد للحظر العسكري على الجمهورية الإسلامية.
حدث هذا في آب - 2020.
هل فهمت لغة الأوزان أيها الإعلامي الذي ترك العلم ولغة الأرقام والخطاب المحترم، وشغل نفسه بقافية (الخالة والجارة) ليكون أضحوكة الدَّهر!
هذا هو وزن (المرشد) في التوازنات الدولية: قصف القواعد الأميركية بالباليستي، كسر الحصارات الأميركية في بحار ومحيطات العالم وهزم أساطيلها الإستراتيجية، هزيمة أميركا في الدبلوماسية العالمية في مجلس الأمن الدولي هزيمة قاسية (13-2)!
هذا المستوى من الهزائم لم تذُق مثله أميركا منذ الحرب العالمية الثانية، وأنتَ أيها الإعلامي البائس حبيس قافية (الخالة والجارة)! لا تقرأ، ولا تنظر من خارج كوَّتك المظلمة الرطبة؛ لذلك تتصور بأنّ (طفلة) مثل بلاسخارت تستطيع التلاعب والتأثير بمنهجية عقلية إستراتيجية إيمانية عرفانية جبّارة مثل عقلية الإمام الخامنئي!، فإلى أيّ قاعٍ هويت يا هذا؟!
نصيحة على ما بدأنا: اترك الضاد فلستَ جديرًا بالكلام، ولا نراك تطوَّرتَ من شيء أكثر رقيًّا.
https://telegram.me/buratha