المقالات

لعل القوم يذكروني ؟!


 

 

محمد حسن الساعدي||

 

الحديث طويل عن مفهوم الشهادة والتضحية، وعندما نتحدث عن الشهيد فأننا يجب أن نقف عند الاختيار الإلهي له ، فالشهيد مختار من الله أن يكون أضحية للدين والوطن، ويعبر عن مدى الفهم الفلسفي للتقرب من الله (عزوجل) لذلك سعى الشهداء أن يكونوا نصراً إلى جانب نصر، وان يكونوا جوداً إلى جانب جودهم وإيثارهم في الدفاع الرسالي عن الوطن .

أن عبرة الشهادة لايمكن قياسها بالتضحية بالنفس للإنسان بنفسه،بل هو أغلى ما يمكن أن يقدمه الإنسان ألا وهي الروح، وعسى أن يكون لهذه التضحية الثمن المهم ، والاهم الحديث عن التضحية الكبيرة لذلك فان من أعظم الأعمال وأجلها عند الخالق(عزوجل) هو الجهاد في سبيله ولأجل الحق والدفاع عن القضايا المصيرية والإنسانية الكبرى، ودفاعاً عن المقدسات بل والإنسانية جمعاء فأن ختمها بالشهادة في سبيل الدفاع غن القضية الأم، ألا وهي قضية امة ووطن، وان مثل هذه المواقف تمثل القمة في العطاء من أجل الدين والوطن،لذلك الحديث عن مفهوم الشهادة ذو شجون لأننا عندما نتحدث عن شهادة فأننا نتحدث عن وعي في الفكر واليقين في الانتماء ، وبصيرة في رؤية الأمور تعبر غن عمق وفهم للشعور بالمسؤولية الكبرى في تحديد مصيره، كما انه يعبر عن عمق حضوره المعنوي أو الروحي وتقديمه لنفسه من أجل مبادئ مؤمن بها .  

الشهادة الحقيقية ليست كما يصفها التاريخ لنا بان شهادة، بل هي الزخم الذي يعطيه الشهيد في الذود من الدين والأمة، لأنها الشهادة تقدم الشهيد ليكون رمزاً من رموز الأمم وعلامة فارقة في تاريخها،فهي تمثل أحدى المعالم المهمة في المسيرة نحو الشخصية المؤمنة والتكاملية، بل تمثل أقصى ما يمكن أن يصل إليه الإنسان في نموه الروحي وتكامله الإنساني ، والشهادة لاتتاح لأي شخص لأنها تستوجب توفر شروط موضوعية لايكون الموت شهادة بدونها، لان الشهادة إظهار للحقيقة لأجل أثباتها في أي صراع أو خصومة بين جماعتين يختلفان أو يتنازعان على حق من الحقوق بدعية كلاً منهما لنفسه،وأن الشهادة تكون شاهداً حياً على ظلم الظالم والطاغي، وان الشهداء يتحولون إلى فكرة ومبدأ تنهل من الأجيال كل شي عظيم/ لهذا كانت قضية الشعب العراقي من ام الأولويات للشهداء الذين قدموا دمائهم فداءً للوطن،وتتحول بأستمرار إلى قاعدة للحياة ، ومسيرة للأجيال ودروساً كبيرة لعل القوم يذكرونها.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك