المقالات

اصبع على الجرح..هل خسرناها؟!  

1462 2021-02-04

                                  

منهل عبد الأمير المرشدي||

 

هل خسرناها بعدما خسرنا أهم الأشياء واغلاها وأجملها واحلاها واقدسها واعظمها وابهاها.

لقد خسرنا الجاه والوجاهة والصدق وسلامة القلب ونظافة السريرة وحسن النوايا وتلقانية الذات وسلامة الفطرة .

 لا اتحدث عن نفسي هنا مسلما كنت ام من اي دين من الاديان .. شيعيا كنت ام سنيا  او من اي مذهب من مذاهب هذه الارض التي ولدنا فيها ونشأنا فيها وترعرعنا وكبرنا فيها وعملنا وابدعنا فيها وعشنا فيها وعشقنا وكتبنا الشعر ورسمنا فيها . وبكينا فيها وفرحنا فيها .

 اتحدث عن نفسي بمفردات رثائي لاطلال ما تبقى من بقايا كبرياء وحكايات شموخ وروايات حياة وذكريات حب وجمال وكل ما كان جميل ..

 في هذا الوطن المبتلى مذ كان وكنا وكانوا فلم يتركوا فيه ركنا صالحا للعيش ولم يبقى به شيء من مفردات المواطنه .

 في هذا العراق الذي لم يعد يشبه العراق .

 تلاشت كل تراتيل السمو وبركات السماء وانحسر الخير واهل الخير والصفاء وتقلصت كل معالم النقاء والعلم والابداع  وتعالى ضجيج الجهل وتسيد الرعاع .

 لم اعد ارى في وطني مكانا او حضورا لمن يخشى الله او يعبد الله فلكل منا صنم يخشاه ويعبده ويخدمه ويصفق له ويهزج له ويتبرئ من نفسه ويومه وأمسه وحسبه من أجله .

لم يعد في وطن النخوة تلك النخوة التي عرفناها غيرة وترجمناها شهامة .

 لم يعد هناك وقار لمن يستحق الوقار  أو منصة تليق بالنبلاء والفرسان والشجعان والأصلاء .

 لم يعد هناك من يبحث عن الأصيل او يفهم قداسة الأصالة .

 تكاثر الدخلاء وصرنا تحت سطوة الزمن الهجين . 

الساحة كل الساحة للجبناء والمنافقين والفاسدين والفاسقين والتافهين .

 لم يعد في اهلي ما يشبه اهلي ولا في ناسي ما يشبه ناسي ولا في أرضي ما يشبه ارضي عطاء وخيرا وبركة وطيبة وعفة وحياء . لم يعد هناك شيئا من طيبة أبي او حياء أمي او عفة اخوالي واعمامي او نقاء جيراني ونبل اصحابي وبهاء ايامي .. 

يا أسفي وحسرتي وقهري كم تفشت الوقاحة وانحسر الحياء وقل المستحين . كم افتقدنا الصدق حتى أمسى الكذب بديهة..

  عذرا .. لست متشائما ولا بيائس  ولكني اكتب ما ارى . اكتب ما اعاني واحس وأتألم وانزف وابكي وأصارع نفسي واكسر اقلامي وامزق اوراقي بدمع مكبوت وقلب يحترق .

 لقد انزوى شرفاء قومي ونبلاء اهلي واسياد الذات فليس لهم غير البيوت او القبور .

وانتشى وطفا وهاج وعلا وتعالى ارباب النفاق والكاذبون وكل وضيع متداني وعميل وزاني ومأجور ومأزوم وحولهم المتزاحمين من اللاهثين والناعقين خلف اصنام الفخامة  والسيادة قاع الحضيض نفسا وروحا وحضور . اسفي وندمي وحسرتي وألمي وكل آهاتي ودموعي وكل شجوني على وطن الأنبياء والأولياء والعلماء والحكمة والكلمة والشعر والشجاعة والحب والعشق والجمال والطيبة والكرم والاخلاق والعفة والحياء صريعا نازفا يحتضر بين انياب الكلاب المسعورة واللصوص المأجورة والنفوس المأسورة .

 لست ادري ان كنت واهما متوهما في زمن من اعقد المشكلات فيه البحث عن اليقين واتمنى ان اكون كذلك فقد اتعبتني هواجس الخوف على العراق حد السقم والإعياء والحزن والكآبة   فهل خسرناها فعلا وان كان كذلك هل خسرنا كل شيء .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك