سميرة الموسوي ||
لا نتكلم هنا عن رجل مناضل إسلامي إنساني إيراني ،ولكن عن إسطورة واقعية نضالية إسلامية قلبت موازين الثورات وأخرجتها من محليتها الوطنية إلى عالمية مبدئية لتكريم الانسان بالحق والحرية والعدل والكرامة الانسانية .
الخصوصية المبدئية المرتبطة بديمومة الوجود والمتسعة للفضاءات الانسانية في كل بقاع العالم كانت ولم تزل من أهم ما فاق الثورات العالمية وشكل مواقف الثوار والفكرالثوري الانساني .
ومنذ عام 1979 إنعطفت الثورة الإسلامية بتاريخ إيران إنعطافا لم يسبق له مثيل ، ومن هذه الانعطافة نفذت مباديء الثورة بالضرورة إلى دول العالم وشعوبها ،ولا سيما الدول التي تستعبد الحكومات شعوبها وتستظل بظل الامبراطوريات المستبدة .
تأصلت الثورة مع ديناميكيتها في عقول وضمائر الايرانيين فتخطت حدودها بالتفوق في أهم مجالات الحياة حتى بدأت نهوضها بالتوازي مع الدول الكبرى، وبذلك أصبحت (مستلهما ) برفع الهاءللحكومات والشعوب المتطلعة إلى الحياة بكرامة إنسانية ،كما أصبحت ( معاديا ) للحكومات المتشبثة بالسلطة والتسلط على رقاب الشعوب .
إيران اليومشعبا وحكومة تشكل موقفا إنسانيا متبنيا لمنهج إمام المتقين عليه السلام في الحق والحرية والعدالة الإجتماعية والكرامة الانسانية .وتأسيسا على هذا المنهج فقد ترشحت ثلاثة مواقف من نوعية بناء الحياة :
الأول : صنعه الاعلام المعادي من بعض الدول والمجموعات المتضررة مصالحها من قيام الانسان حرا كريما ، وبذلك تأكدت حقيقة أن من يعادي إيران فهو يعادي منهجها الاسلامي الانساني الشعبي ويفضح نفسه ويكشف عن أعماقه المظلمه وعن نياته الموبوءة وذهابه إلى منطقة التوحش والغريزية الهابطة الخانقة لضميره .
الثاني : هو الموقف الانساني النضالي الذي لا تعقيد فيه لانه ينسجم مع الضمير ومكارم الأخلاق .
الثالث : هو موقف المترددين المنتظرين للصيد الثمين تحت غطاء الحيادية وتجنب الوقوع في المحذور الشرعي ،وكأن الخيط الأبيض من الخيط الأسود لم يتبين ،ويمكن حجبه عن الانظار .
لا يخدعن أحد نفسه ( بالتنظيرات المفتعلة ) و( التحليلات المضللة ) ويذهب خلفها مخبئا نياته الانانية .
أمامنا مباديء قاطعة للشك باليقين هي مباديء ثورة الأمام الخميني والتي تمخضت عن إنجازات هي جوائز إنسانية كبرى ، حيث يمكن ( تجربة ) العمل بها (بوصفها ) خطة عمل أو ستراتيجية للتحرر والنهوض إن لم نشأ تبنيها ، لا بإعتبارها إيرانية ،ولكن بإعتبارها إسلامية إنسانية ، فإن لم نقبل بكل ما أوردناه فلنكن منصفين ولا ننساق خلف إعلام المحتل ونتدبر الاوضاع ونتائجها فنقول الحق ،فإن لم نستطع تغيير المنكر بأيدينا ولا بألسنتنا فلنلجأ إلى التغيير بقلوبنا وإن كان ذلك أضعف الايمان .
وقل جاء الحق و زهق الباطل ان الباطل كان زهوقا
ــــــــ
https://telegram.me/buratha