سامي التميمي ||
ولد (علي) في حضن أمه وأبيه وكانت فرحةكبيرة لاتوصف . كان عندما يبكي يبكون لبكاءه خوفا وقلقاً .ترى ماذا به هل يشعر بالجوع أو الألم . والطفل عادة لايعرف غير البكاء وسيلة للتعبير عن حاجته وألمه . وكان عندما يبتسم ويضحك وكأن الكون كله يتّبسم ويضحك . كانوا يراقبون ويتفقدون وييقيسون وزنه و طوله وكل تفاصيله . وكان عندما يلعب في وسط الدار عيونهم وقلوبهم تراقبه وتتحرك معه . عندما يقع على الأرض كأن أرواحهم سقطت على الأرض . وكانوا عندما يذهبون للسوق يتفاخرون يتشاورون ويتنافسون وأحيانا ً يتخاصمون من أجل شراء ملبساً أو لعبة أو طعاماً لأبنهم ( علي ) .
كان شغلهم الشاغل وهمّهم وفرحهم وحزننهم ومرضهم ( علي ) .
عندما كبر ( علي) ودخل المدرسة كان فرحهم كبير بذلك اليوم وأختلطت الدموع مع الضحكات وصاروا يحلمون ويرسمون ويخططون مستقبل (علي ).
كان أبوه شاعرا ً ومثقفا ً كبيرا يصوغ القصائد كالقلائد في جبين وصدر ( علي ) ويعلمه حب الوطن والناس والأنسانية .
تعلم من أمه المحبة والحنان والصبر والأيمان . وتعلم من أبوه الثقافة والحكمة والشجاعة والأحسان .
بعد التغيير في عام 2003 أحتدم الصراع الفكري والعقائدي والأيدلوجي والطائفي والعرقي والديني وأصبح الجميع يحتمي بقومه وعشيرته وطائفته ومجموعته . كان موقفا صعبا ً وهجمة شرسة الجميع دفع بفكره وماله عصابته لأجل الأستحواذ على الكراسي والغنيمة . منها دول أقليمية وعربية ودول غربية وأمريكا . الجميع يقول أنا الحق وغيري هو الباطل .
( علي ) كغيره من الشباب الغيور على الوطن والذي عاش في وجدانه وضميره وقلبه . لم يتوانى في تلبية الدفاع عن ذلك الوطن الذي رسم له لوحة جميلة منذ أن كان طفل صغير والذي طالما سمع قصائد جميلةتغنى بها أبيه في حب الوطن .
حتى جاء الموت بكل جبروته وطغيانه وعنجهيته وصلافته وحقده وشره في شكل أنسان ملغم من تنظيم داعش اللعين الذي أراد أن يفجر نفسه في مجموعة من البشر الأبرياء في شارع القناة في العاصمة الحبيبة بغداد بتاريخ 4/4/2016 .
فأحتضنه بكل بطولة ورجولة وشرف وعز بيده الطاهرتين وقبض على أنفاسه ولم يدعه يفلت . فقررالأرهابي ساعتها أن يفجر نفسه الشريرة وجثته النتنة ويقطع أوصال ( علي ) . متناثرة في الهواء لتلامس وتتنفس حب وعشق الوطن .
( علي نجم الركابي ) كم أنت كريم وبطل وشجاع . ضحيت بكل شئ بروحك وحياتك وتركت عيالك من أجل الوطن .
ترى هل الوطن أكرمك .
https://telegram.me/buratha