كثر الكلام و تفلسفة الألسن عن قضية الاستقلال و السيادة . هناك من جعلها شيء واحد ، تعريف و مفهوما و مصداق . و البعض الاخر فرق بينهما شكلا و اعطى لهما مضمونا واحدا . و تكلم بهما لقلقة لسان و لم يعرف عنهما شيء اصلا . النتيجه : فهكذا مصطلحات و التي هي متغيرة بحسب الزمن و المكان ، و هي صنيعة الاثر البشري ، من طبيعي تكون متغيرة التعريف . و تجدها تعرف بشيء و التطبيق يكون خلاف التعريف و المفهوم . محل الشاهد : الاستقلال : قالوا هو التحرر من أي سلطة خارجية ، بأي و سيلة كانت . وان اشترط شيء سمي استقلال مشروط و هو غير كامل و شبه استقلال . حيث اغلب الدول وضعت يوما للعيد الوطني لتذكر فيه الاجيال لما عانته سابقا من الاحتلال ، و كيف استطاعت بعدها الحصول على الحرية و الاستقلال . و الهدف من ذلك غرس روح المواطنة و حب الوطن . السيادة : تكلمنا عنها بالتفصيل بمقالة اخرى تاريخيا و تعريف و مفهوم و مصداق . و لا بأس نعيد التعريف باختصار : كلمة مشتقة من الاصل اللاتيني الذي يعني الفوق او الاعلى ، لذلك تعرف احيانا بالسلطة العليا ، او ممارسة الدولة للسلطة دون الاعتماد على دولة اخرى او قوى . اي حكم نفسك بنفسك هذا ملخصها . ومن هنا تكون علاقة بين الاستقلال و السيادة علاقة ان صح التعبير اسميها : ( شرطية ) ، بمعنى شرط و جود الاول و هو الاستقلال ضروري بوجود الثاني و هو السيادة ، اي لا سيادة دون استقلال و هذا المفروض ان يفهم و يطبق و لا يصح العكس فيه بان نقول تتحقق وجود الدولة بوجود سيادة ثم استقلال . الاستقلال + السيادة = دولة متكاملة القرار و الراي . بينما جاء الاحتلال و وضع قاعدة ان صح التعبير اسميها : ( شرطية الطرف الواحد ) ، وهي : ان الدولة ممكن تكون بطرف واحد و هي : السيادة فقط ، و ان كانت ظاهرية دون و جود الشرط الاول ، و هو الاستقلال التام ارض و سماء و سلطة . ان الاحتلال بالتطبيق الواقعي ، خالف القاعدة و جعل من عدم الاستقلال التام شرط السيادة ليجعل الدول ذات سيادة و همية ضعيفة فكون المعادلة التالية : سيادة + الاستقلال غير متحقق = دولة فقط اسم لا قرار و لا راي . اذن تلاحظ وضعت المصطلحات البشرية من قبل الاحتلال على الاهتمام بالسلطات فقط ، بتكوين كيان السلطة المتنفذة في بقعة معينة فقط دون الاهتمام باستقلال التام الغير مشروط المتمثل بالارض و سماء و الشعب فضلا عن السلطات . اذن عرف الاستقلال بهذا المضمون لضمان نجاح تكوين سيادة تخدم الراي الاحتلال الذي يكون لدول التي يراها تحت سلطة النفوذه و هي سلطة حكم فقط . اذن اتحد المصطلحين ، الاستقلال و السيادة تعريفا ، بوجود سلطة متحررة عن التأثير الخارجي دون النظر الى بقية التفاصيل بتعمد تام خلص . محل الشاهد : و كان المفروض ان يكون بين الاستقلال و السيادة قضية العموم و الخصوص افضل . و للملاحظة ان المفهوم الاسلامي لقضية الاستقلال و السيادة يخالف التعريف و التطبيق لنظريات التي طرحها الفكر الغربي المحتل . النتيجة ان الاستقلال و السيادة لم تخصم في المسارها التعريفي و التطبيقي لدى الدول بسبب دول الاحتلال و تدخلاتهم المباشرة و الغير المباشرة . و من اراد الاستقلال والسيادة فعلى على تلك الدولة : ان تتحد و تكون صفا واحدا بكافة أطيافها ، و مكوناتها ، و ان تعيش روح اليد الواحدة شعارا و تطبيقا . وان تجعل المصالح العامة اولى من المصالح الخاصة ، و لا تتكل على الاحتلال ، وان يتوكلوا على الله اللهم احفظ الاسلام و اهل الاسلام
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha