️
🖋️ الشيخ محمد الربيعي ||
[ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَ أَبْنَاؤُكُمْ وَ إِخْوَانُكُمْ وَ أَزْوَاجُكُمْ وَ عَشِيرَتُكُمْ وَ أَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَ تِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَ مَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ جِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَ اللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ]
الحب كلمة على قلة عدد حروفها ، و لكن كانت ذات معنى كبير جدا وقد بحثت كثيرا لم اجد اتفاقا على معناه الدقيق .
و على الارجح يصعب وضع تعريف للحب و ان مشاعر الحب من اكثر المشاعر التي شغلت علماء النفس ، الذين لخصوا الى ان هناك ( الية استقبال ) للحب لدى كل شخص يجب ان تكون في مستوى ( الية إرسال ) الشريك لتنشأ علاقة عاطفية متكاملة .
اما العلم ايضا تناولها و حاول ان يصل الى تعريف ، فصرح في بعض مصادره و قال : ان الحب مصدره الدماغ و انه عملية كيميائية بيولوجية تماما ، و الذي يعبر عنه بالاحساس الذي نسميه الحب .
محل الشاهد :
الحب كلمة تجدها بفنها و تعريفها الحقيقي ، في الدين ، و التدين ، و كذب من قال ان الدين تعقيد لا حب فيه ، و خير دليل على كلامنا عندما تبحث عن موضوع الحب فضلا عن كلمة الحب ستجد تقريبا بالقران ورد ( ٧٦ ) مرة .
ان الاسلام في دستوره العظيم القران الكريم و سنة رسوله ( ص ) و اله الطاهرين ( ع ) و بشواهد النصية و العملية ، يعلمنا ان الحب الحقيقي هو ذلك الحب المبني على القواعد المنضبطه و التي تجعل منه حبا حقيقيا ذات قيم و وجود و قواعد و يسعد بها و يكون منتجا و ذات ثمرة ، و هذه الثمرة تتجرد من ان تكون غايتها و هدفها الامور المادية ، بل الدين يجعل من الحب ذات قيمة بحيث به يسعد الانسان و يكون ذلك الحب موصلا الى رضا الله تبارك و تعالى .
إنّ حبّ الله تعالى هو الحب الحقيقي و هو أعظم حبّ في الوجود ، ليس قبله أو بعده حبّ ، فبحبّ الله تعالى و حبّ رسوله تعالج أمراض القلوب ، و تذهب نزعات النّفس ، و بحبّ الله و حبّ رسوله ينقذ المجتمع ممّا يعجّ به من الويلات المهلكة للنّفس و الإيمان .
الله تبارك و تعالى يعلم عبادة اسس و صفات الحب الحقيقية و التي صرح بها القران الكريم ضمن آياته واكد ان الله يحب عباده:
( التّوابين و المتطهّرين ، المحسنين ، المتّقين ، الصّابرين ، المتوكّلين ، المقسطين ) .
اذن صفات محبة الله ضمن موازين الحب الحقيقي كانت واضحة ، و مصرح بها .
و في ذات الوقت بين القران الصفات التي لا يحبها الله تعالى لعباده و التي تجعل الانسان خارج دائرة الحب الحقيقي ، حيث انه لايحب :
( المعتدين ، المفسدين ، الكافر الآثم ، الظالمين ، المتكبّرين ، لكلّ خوّان آثم ، الجهر بالسّوء إلّا للمظلوم ، المسرفين ) .
اذن على الامة ان تعرف الموازين التي بها تحب و بها تكره ، سواء على الصعيد الفرد او المجتمع ، و ان تعرف ان الحب الحقيقي هو حب مثمر فيه نتاج ، و غرض عقلائي ، و ليس اهوائي حيواني ، يجعل من الانسان شيطان و مفسد في الارض .
نسال الله ان يعم الحب والمودة بين ابناء الشعب العراقي وان ينصرهم الله نصر عزيز مقتدر .
https://telegram.me/buratha