علي فضل الله* ||
مرة اخرى يتكرر الاعتداء على اربيل، وبنفس الطريقة السابقة عبر اطلاق صواريخ، لكن هذه المرة بأتجاه احياء سكنية، وليس بأتجاه السياج الخارجي لقاعدة الحرير(صواريخ رومانسية) كما كان في الاستهداف الاول، الا ان الاستهداف الاول اريد منه تأليب الرأي العام العراقي وخصوصا" في المحافظات الشمالية، صوب الحشد الشعبي، حيث لاحظنا وقتها وبمجرد سقوط الصواريخ، وأذا بسيل التهم يساق بأتجاه ألوية الحشد الشعبي، من قبل الاعلام الاصفر وكان الاعتداء الارهابي كان ينقل نقلا مباشرا"، لتتعرف قنوات الشر من كان يقف وراء ذلك، لكن تلك الحملة الاعلامية فشلت، عندما حددت كاميرات الحشد، السيارة التي كانت تحمل الصواريخ(في المرة الاولى) انها جاءت من داخل اراضي الاقليم، وأن منطقة الاستهداف كانت منطقة محرمة وفراغ بين قوات الحشد والبيشمرگة والجيش العراقي.
اليوم يتكرر الاستهداف ولكن بطريقة بشعة، لتحريك الكرد وتأليبهم على الحشد مرة اخرى وهذا ما لاحظته في گروبات اعلامية متخصصة، وقبل ان تعلن نتائج التحقيق، وهذا خلاف العقل والمنطق، وهنا استذكر استهداف قاعدة K1 في كركوك، وقتها ايضا تم اتهام الحشد من قبل الامريكان، مع ان تلك المناطق هي جيوب لفلول داعش، ودون الرجوع للحكومة العراقية، قامت الطائرات الامريكية باستهداف اللوائين 45 و46 في القائم،ولا نعرف الربط احد الان ما بين مكان استهداف قاعدة K1 في كركوك واستهداف مقرات عسكرية تابعة للحكومة العراقية راح ضحيتها وبدم بارد وبشماتة من يحسب على العراق، قرابة 25 شهيد واكثر من خمسين جريح او اكثر، وتبين فيما بعد ومن خلال الصحف الامريكية ان داعش هو من كان وراء استهداف قاعدةK1.
السؤال الذي يطرح نفسه، أين دور التحالف الدولي والقوات الامريكية في هكذا استهدافات، وهي التي تقييد قدرة العراق على تطوير قابلياته في موضوعة الدفاع الجوي والرص والمتابعة لتحركات المجاميع الارهابية، وهي التي تمتلك( اي الامريكان والتحالف الدولي)احدث تقنيات الرصد، عبر منظومة الاقمار الصناعية، والطائرات المسيرة التي تجوب سماء العراق بخطوط طول وعرض، وهنا اطرح تساؤل؟
هل فشلت تقنيات الرصد والمتابعة لقوات التحالف الدولي وبالاخص القوات الامريكية المسيطرة على فضاءالعراق وغرف عملياته الامنية والعسكرية، في رصد تحركات المجاميع الارهابية؟، وهذا خلاف العقل والمنطق.
ام أن التحالف الدولي الامريكي، تنصل عن مسؤوليته ؟والذي يقيد بنفس الوقت العراق في حركة سلاح الجو العراقية للوصول لتلك الخواصر الرخوة في المناطق المختلف عليها، والتي تحولت لثقب اسود لاختفاء كثير من مقاتلي داعش ابان هزيمتهم امام القوات العراقية والحشد الشعبي في معارك الموصل، وهنا يتبادر تساؤل اخر، لماذا ذلك التنصل من قبل الامريكان؟ قطعا ذلك التنصل الامريكي، يأتي من باب ادارة الارهاب في المنطقة وتوضيبه لتحقيق المصالح الصهيونية امريكية، وليس كما يدعون محاربة الارهاب، من خلال غض النظر وفسح المجال لتنظيم داااعش (هذا ان لم يتم استخدام القواعد الامريكية وطائراتهم لنقل داااعشمن منطقة لاخرى) من اجل لملمة شتات تنظيم دااااعش ثم العودة لاستعادة قدرته في استهداف القوات الامنية العراقية والمناطق الامنة واستخدامه اداة لخلط الأوراق في المشهد العراقي،، وما حصل في اربيل ليلة امس ما هو الا عملية تحمل بصمات التخاذل الدولي ومجاميع داااعش،، وفي أحسن درجات الظن بالقوات الامريكية والتخاذل الدولية، انها فشلت في محاربة الارهاب ومنع تمدده، او تعمدت على تدهور الوضع الامني في اكثر مناطق العراق استقرار الا وهي المحافظات الشمالية اقليم كردستان العراق.
فما الفائدة من بقاء القوات الامريكية؟
لماذا يصر الساسة السنة والكرد، على اتهام الحشد؟ وهي القوة التي كانت ولا زالت سببا في استعادة المؤسسة العسكرية هيبتها التي انتهكت من داااعش ومن كان وراء تأسيسها ودعمها، بل إن الحشد كان سببا في تحرير عموم المناطق الغربية والشمالية، وكان جدار صد مع البيشمرگة لحماية مدن اقليم كردستان من خطر التنظيم الارهابي داعش.
هنا لا بد من سد هذه الثغرات الجغرافية من خلال وجود قوات مشتركة من الجيش والبيشمركة والحشد، بالاضافة تمكين سلاح الجو العراقي من الوصول لاي نقطة في العراق لحماية ارضه وسمائه، فالاعتماد على التحالف الدولي والقوات الامريكية، يعد منقصة للسيادة العراقية، واستمرار لتمادي الامريكان باستباحة ارواح العراقيين والعمل على اشعال الفتن الطائفية والقومية والاثنية، دون ان تحرك ساكنا حكومة الكاظمي الهزيلة، المستعدة لاتهام العراق كله دون ان نرى صوتا او حسيسا" يقصر الامريكان او التحالف الدولي.
*باحث استراتيجي
https://telegram.me/buratha