المقالات

سنجار..المنازلة القادمة..!

1259 2021-02-16

 

🖋  قاسم سلمان العبودي ||

 

على نهج الخيانه المرسوم بدقة متناهيه , دخلت جحافل الجيش التركي مدججة بكل أنواع الأسلحة التقليدية وغير التقليدية , الى حدود مدينة سنجار العراقية , رافقها قصف كثيف على جبل كاره في محافظة دهوك , في محاولة للتغطية على الدخول الغاشم لهذه المدينة التي عبدت شوارعها بدماء أبناء العراق من الوسط والجنوب , في أكبر ملحمة بين قوى الظلام الدعشي وبين أبناء الفتوى المباركة . السؤال هنا , ماذا يريد ( أمير المؤمنين ) أردوغان من هذا الأقتحام المروع للمدينة  ؟؟

المتابع للسياسة الأمريكية في الشأن العراقي , يجد أن ديدن واشنطن , وأرقها الدائم هو الحشد الشعبي ، الذي أفشل كثير من مخططات واشنطن التي صرفت عليها ملايين الدولارات , من أجل تفتيت وأنهاء الحشد الشعبي في العراق . لكن ذهبت جميع محاولاتها أدراج الرياح , وذلك لرصانة المنظومة الحشدية , وصدقية رجالها الذين عاهدو الله والشعب العراقي بالتصدي لأي محاولة من شأنها المساس بالأرض العراقية , وأيذاء الشعب العراقي . يبدو هناك تنسيق عالً بين أجهزة المخابرات الأمريكية والتركية بشأن الدخول التركي المسلح للأراضي العراقية , وتحديدا مدينة سنجار ! وبعلم وموافقة حكومة أقليم الشمال العراقي , وعلم الحكومة الأتحادية أيضا . فما هو السيناريو القادم  ؟؟

مجموعة أهداف سياسية تكمن وراء هذا المخطط الأستكباري , أولها وأهمها هو قطع طريق الحرير العابر لمدينة سنجار بأتجاه الحدود العراقية التركية . رغم أن طريق الحرير أذا تم فأن ( الجارة ) تركيا ستكون أول المستفيدين منه , فلماذا تقطع هذا الشريان الحيوي ؟

نعتقد هناك هبات قد أعطيت لتركيا , وضمانات كبيره من أجل الضغط على المنظومة الأوربية , بدخول تركيا حلف الناتو , والذي تتعمد البلدان الأوربية بعدم أدخال تركيا في الحلف نتيجة الخلاف الكبير بينها وبين قبرص من جهة , وبينها وبين اليونان من جهة أخرى , مع ضمانات أمريكية بعودة الترسيم البحري بين تركيا واليونان .

والهدف الآخر هو الضغط على الداخل العراقي , وأستفزاز الرأي العام العراقي من أجل أخراج قوات حزب العمال التركي , والذي يتخذ من شمال العراق ملاذا آمنا له , وهذا ما عجزت عنه الآلة الحربية التركية منذ دخول الحزب الى اليوم .  لذا يعتبر هذا الهدف بحد ذاته مكافئه كبرى لأروغان وجيشه . فضلاً عن ذلك هناك أطماع تركية في شمال العراق ، وقد صرحت القنوات الدبلوماسية بذلك في أكثر من مناسبة ، ومن الممكن العودة الى تعديل أتفاقية لوزان ، والرجوع مره أخرى الى بسط يد تركيا على المدن العراقية في شمال العراق ، كما كان في العهد العثماني ،مثل الموصل وكركوك .

  يبدو هناك هدف ستراتيجي آخر تعمل عليه المخابرات الأمريكية يكمن بجر الحشد الشعبي لمواجهة مفتوحة مع القوات التركية الغازية , وبمعزل عن الدعم الحكومي العراقي , والذي يعتبر قطب هذه المحاولة الخبيثة , علما أن الحشد الشعبي منضوي تحت المنظومة العسكرية  للقائد العام للقوات المسلحة العراقية . فما الذي سيحدث  في حال قامت القوات التركية والأمريكية بأستدراج الحشد الشعبي الى مواجهه مفتوحه ؟ قطعاً سيعود عبد الزهره ، وكاظم وعبد الحسين الى الألتحاق الفوري للقطعات العسكرية للحرب ضد الغزو الأمريكي - التركي ، وكما هي العادة سيتابع ( شركائنا في الوطن ) صور أبنائنا مقطعة من خلال شاشات التلفزة ، وربما سيحزنون لبشاعة المنظر وهم يدخنون أراكيلهم في أحد الكوفيهات !

نعتقد اليوم بات من الضروري أن يكون هناك ضغط سياسي لزعماء المكون الشيعي ، على المفصل الحكومي ، بأخراج القوات الأمريكية من العراق ، وفي حال أمتناعها يجب على الكتل البرلمانية  المطالبة الفورية بتفعيل أتفاقيتهم المزعومة   بالدفاع عن العراق فيما  أذا تعرض لعدوان خارجي ، واليوم تركيا تقتحم العراق بأبشع صور الأقتحام ، فلتحرك واشنطن ساكناً أمام  هذا الأعتداء السافر  . وألا  ما هو سبب تواجدها غير ذلك العذر الواهي . 

لنترك الخوض في موضوع عودة ( البطة ) جانباً ، ولنترك تويتر وتغريداته ، فا المستهدف المكون بأكمله ، ومن يقف خلفه .

 

الأثنين  ١٥ / ٢ / ٢٠٢١

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك