🖋 قاسم سلمان العبودي ||
على نهج الخيانه المرسوم بدقة متناهيه , دخلت جحافل الجيش التركي مدججة بكل أنواع الأسلحة التقليدية وغير التقليدية , الى حدود مدينة سنجار العراقية , رافقها قصف كثيف على جبل كاره في محافظة دهوك , في محاولة للتغطية على الدخول الغاشم لهذه المدينة التي عبدت شوارعها بدماء أبناء العراق من الوسط والجنوب , في أكبر ملحمة بين قوى الظلام الدعشي وبين أبناء الفتوى المباركة . السؤال هنا , ماذا يريد ( أمير المؤمنين ) أردوغان من هذا الأقتحام المروع للمدينة ؟؟
المتابع للسياسة الأمريكية في الشأن العراقي , يجد أن ديدن واشنطن , وأرقها الدائم هو الحشد الشعبي ، الذي أفشل كثير من مخططات واشنطن التي صرفت عليها ملايين الدولارات , من أجل تفتيت وأنهاء الحشد الشعبي في العراق . لكن ذهبت جميع محاولاتها أدراج الرياح , وذلك لرصانة المنظومة الحشدية , وصدقية رجالها الذين عاهدو الله والشعب العراقي بالتصدي لأي محاولة من شأنها المساس بالأرض العراقية , وأيذاء الشعب العراقي . يبدو هناك تنسيق عالً بين أجهزة المخابرات الأمريكية والتركية بشأن الدخول التركي المسلح للأراضي العراقية , وتحديدا مدينة سنجار ! وبعلم وموافقة حكومة أقليم الشمال العراقي , وعلم الحكومة الأتحادية أيضا . فما هو السيناريو القادم ؟؟
مجموعة أهداف سياسية تكمن وراء هذا المخطط الأستكباري , أولها وأهمها هو قطع طريق الحرير العابر لمدينة سنجار بأتجاه الحدود العراقية التركية . رغم أن طريق الحرير أذا تم فأن ( الجارة ) تركيا ستكون أول المستفيدين منه , فلماذا تقطع هذا الشريان الحيوي ؟
نعتقد هناك هبات قد أعطيت لتركيا , وضمانات كبيره من أجل الضغط على المنظومة الأوربية , بدخول تركيا حلف الناتو , والذي تتعمد البلدان الأوربية بعدم أدخال تركيا في الحلف نتيجة الخلاف الكبير بينها وبين قبرص من جهة , وبينها وبين اليونان من جهة أخرى , مع ضمانات أمريكية بعودة الترسيم البحري بين تركيا واليونان .
والهدف الآخر هو الضغط على الداخل العراقي , وأستفزاز الرأي العام العراقي من أجل أخراج قوات حزب العمال التركي , والذي يتخذ من شمال العراق ملاذا آمنا له , وهذا ما عجزت عنه الآلة الحربية التركية منذ دخول الحزب الى اليوم . لذا يعتبر هذا الهدف بحد ذاته مكافئه كبرى لأروغان وجيشه . فضلاً عن ذلك هناك أطماع تركية في شمال العراق ، وقد صرحت القنوات الدبلوماسية بذلك في أكثر من مناسبة ، ومن الممكن العودة الى تعديل أتفاقية لوزان ، والرجوع مره أخرى الى بسط يد تركيا على المدن العراقية في شمال العراق ، كما كان في العهد العثماني ،مثل الموصل وكركوك .
يبدو هناك هدف ستراتيجي آخر تعمل عليه المخابرات الأمريكية يكمن بجر الحشد الشعبي لمواجهة مفتوحة مع القوات التركية الغازية , وبمعزل عن الدعم الحكومي العراقي , والذي يعتبر قطب هذه المحاولة الخبيثة , علما أن الحشد الشعبي منضوي تحت المنظومة العسكرية للقائد العام للقوات المسلحة العراقية . فما الذي سيحدث في حال قامت القوات التركية والأمريكية بأستدراج الحشد الشعبي الى مواجهه مفتوحه ؟ قطعاً سيعود عبد الزهره ، وكاظم وعبد الحسين الى الألتحاق الفوري للقطعات العسكرية للحرب ضد الغزو الأمريكي - التركي ، وكما هي العادة سيتابع ( شركائنا في الوطن ) صور أبنائنا مقطعة من خلال شاشات التلفزة ، وربما سيحزنون لبشاعة المنظر وهم يدخنون أراكيلهم في أحد الكوفيهات !
نعتقد اليوم بات من الضروري أن يكون هناك ضغط سياسي لزعماء المكون الشيعي ، على المفصل الحكومي ، بأخراج القوات الأمريكية من العراق ، وفي حال أمتناعها يجب على الكتل البرلمانية المطالبة الفورية بتفعيل أتفاقيتهم المزعومة بالدفاع عن العراق فيما أذا تعرض لعدوان خارجي ، واليوم تركيا تقتحم العراق بأبشع صور الأقتحام ، فلتحرك واشنطن ساكناً أمام هذا الأعتداء السافر . وألا ما هو سبب تواجدها غير ذلك العذر الواهي .
لنترك الخوض في موضوع عودة ( البطة ) جانباً ، ولنترك تويتر وتغريداته ، فا المستهدف المكون بأكمله ، ومن يقف خلفه .
الأثنين ١٥ / ٢ / ٢٠٢١
https://telegram.me/buratha