علاء شنان الموسوي||
مر على خوض الاسلاميين في العراق تجربتهم الوحيدة في ادارة شؤون البلاد اكثر من عقد وبضع لم تكن فرصة مثالية لكنها جيدة نوعا ما نظرا لما كانوا عليه وما اصبحوا به من تمكين وتحول على المستوى الفردي
وعلى الرغم من الثمن الباهض الذي دفعه " الاسلاميين " من تضحيات ودماء وشهداء هناك من يرى ان هذا التجربة فشلت فشلا ذريعا وهناك من يرى ان التمثيل الاسلامي في السياسة لا يطابق جمهوره بل لا يلبي ابسط متطلبات جمهوره المعنوية والمادية
· أَسباب الفشل
عند تحول القوى الاسلامية من المعارضة الى المشاركة في الحكم بضوء وجود احتلال عسكري لقاعدة اجتماعية لا تمتلك من المفاهيم الاسلامية الا الشيء القليل قُسمت القوى الى ثلاث اقسام لكل منها منهج يجب عليها المُضي فيه والثبات عليه
الاول : وجود قوة اسلامية تقنن من نشاط الاحتلال عن طريق المواجهة العسكرية بشكل صريح .
الثاني : وجود قوى اسلامية تنتهج المعارضة الساسية بشكل واضح
الثالث : وجود قوى سياسية اسلامية تشارك المحتل ادارة البلد لوقت محدد بهدف تثبيت القدم لحين اكتمال القسمين الاولين
تشترك الاصناف الثلاثة بنقطة مشتركة وهي العمل على توضيح مفاهيم الاسلام للمسلمين العراقيين او اعادة صياغة الاسلام بالشكل الذي يزيل التشوهات التي صنعها الطاغية طيلة اعوام طويلة.
بعد ذلك لم تلتزم هذه الاصناف الثلاثة بما قررته قبيل خوض التجربة في العراق وبدأت تتلاشى مفاهيم الاسلام لدى القوى ذاتها مما انعكس سلباً وكنتيجة طبيعية على المجتمع العراقي وبالاخص الجنوبي الا بعض النماذج الفردية التي بقيت ثابتة وصامدة فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر .
فاصبحنا نرى المعارض صباحا يشترك في السلطة مساءا، او معارضة لديها وزارتين ووكالات وزارات او قوى عسكرية خرجت عن اطار استهداف الامريكان الى مكاسب ومنافع فئوية
وهنا نستذكر الدستور الذي تركه أمير المؤمنين عليه السلام في ادارة شؤون الدولة وفق اخلاقيات الاسلام .
" واجعل لذوي الحاجات منك قسماًتفرغ لهم فيه شخصك، وتجلس لهم مجلساً عاماً فتتواضع فيه لله الذي خلقك، وتقعد عنهم جندك وأعوانك من أحراسك وشرطك حتى يكلمك متكلمهم غير متتعتع، فإني سمعت رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم يقول في غير موطن: "لن تقدس أمة لا يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوي غير متتعتع". ثم احتمل الخرق منهم والعيّ، ونحِّ عنك الضيق والأنَفَ يبسط الله عليك بذلك أكناف رحمته، ويوجب لك ثواب طاعته. وأعط ما أعطيت هنيئاً، وامنع في إجمال وإعذار. "
https://telegram.me/buratha