حسن كريم الراصد||
خبر وصورة قد نمر عليها فلا تأخذ حيزا كبيرا من تفكيرنا .. مجرد رجل كبير قد جاوز الستين وهو أقدم سائق تاكسي في كركوك وهو معاق بدنيا ... يحرق نفسه بعد ان حرر له سافل بلا قلب ولا رحمه غرامة ب100الف دينار لخرقه قرار الحظر !!
رجل خرج في هكذا ظرف من المؤكد أن عياله بلا طعام ليجد رجال بلا قلوب أمامه.. وغرامة تعني له عمل نصف شهر .. ثم تأتي المأساة الكبيرة.. عجز الرجل فلم يرى أن بيده شيء أمام هذا الظلم غير أن يحرق نفسه وسيارته ..
القضية سهلة والخبر سيمر على أذهان الناس مرور الكرام وان أعدنا نشره سيستغل الاخرق الاحمق الموقف وسيلتقي بايتامه ويلتقط معهم الصور وسيخصص لهم راتب شهري وسيارة وكأن ذلك سيعيد لهم أباهم .. في حين أن العزيزي حرق نفسه في تونس فأسقط الشعب النظام .. فمتى تتحرك غيرتنا ؟؟ متى تنتفض نخبنا ؟ متى يتفرغ إعلامنا من مهمة تلميع الأحذية المستهلكة ويتجه ليبرز هموم الفقراء ؟ متى يستيقظ شعبنا ؟؟
دولة تحولت إلى مؤسسات جباية تبتز المواطن ودائرة المرور تحرر غرامات دون أي سند قانوني .. 100الف غرامة سائق الدراجة ولا يعرف إلى اليوم لماذا ؟ 500الف غرامة لمن فقد ملصق شفاف يسلم لمن يطلب رقم جديد ويظنه صاحب المركبة أن لا أهمية له فيرميه بعد تسلم الرقم أو أنه يستهلك لتعرضه للظروف الجوية بعد أن يلصق على زجاج السيارة الأمامي أو ييتناثر مع زجاج السيارة أن تعرض الزجاج للكسر أو لحادث ..ولا احد يعرف سبب هذه القيمة الكبيرة الغرامة ؟
اهو سعر الملصق النايلوني الذي لا يتجاوز سعره الف دينار أم أن الأمر كيدي وكعقوبة على فقدان هذا المبرز الذي لا توجد غرامة تشابهه حتى على جواز السفر الذي يعد أهم وأخطر وثيقة ..
ام أن المرور العامة تريد زيادة إيراداتها من خلال الغرامات التي تطال الطبقة الفقيرة .. كل هذا والناس لا تبدي اعتراض لأنها تعلم أن لا أحد يسمع صراخها .
ونوابنا نيام وكأن الأمر غير مهم فهم لا يتعرضون لغرامات مرورية ولا للضرائب الفلكية التي ليس لها مثيل في البلدان وهم لا يدفعون 10ملايين دينار أن باعوا بيوتهم كغرامة على عدم استصدار إجازة بناء رغم أن الغرامة هي 500الف فقط ..
البلد يدار من مدراء المؤسسات والقوانين تسن من موقع ادنى وبشكل كيفي حتى أن قرار اعدامك ممكن أن لا يصدر من قاض بل من أمر فوج مستهتر حتى أضحت الدرجات الخاصة ممالك تدار من مدرائها بمعزل عن الدولة ..
ولا سبيل لنا أن تعرضنا لابتزاز الدولة وتعسفها الا إحراق أنفسنا وسياراتنا والى الله المشتكى
https://telegram.me/buratha