منهل عبد الأمير المرشدي||
يبدو واضحا للعيان مدى التأثير الفاعل للإعلام في مجريات الأحداث للحد الذي جعله يحتل المرتبة الأخطر والأكبر في إستراتيجيات الحروب والصراعات على مستوى العالم . لا اريد أن اسهب في الشواهد التأريخية والآنية لما جرى في مناطق مختلفة في بعض الدول بالوطن العربي او دول أخرى ولنأتي على العراق وما جرى منذ سقوط الصنم في نيسان 2003 حتى يومنا هذا وما يجري الآن من أحداث وصراع بين جهات معلومة تأخذ من الإعلام سلاحا لها في الدفاع والهجوم في تغير القناعات وقلب الحقائق وخلق الرأي العام مع استشراء الفساد في العملية السياسية وطغيان مافايات الفسادين من رؤساء كتل سياسية شيعية وسنية وكردية .
لقد صار بحكم اليقين إن العراق تعرض لهجمة اعلامية معادية تبنتها المنظومة السياسية العربية بالتناغم مع ادواتها في الشارع العراقي . الخطاب الإعلامي المعادي للعراق لم يتوقف بل تغيرت مدياته وتعددت الأساليب فيه إبتداءا من اصدار فتاوي التكفير المعلنه والدعوة والتحريض لقتل ابناء الشعب العراقي على اساس طائفي وركوب موجة المقاومة (الشريفة) ومرورا بإضفاء التصنيف العرقي لمكونات الشعب العراقي والدفع للفتنة والتحريض وصولا الى الترويج لكل ما يضعف هيبة الدولة ويضرب صميم وحدتها وما كان اخيرا على سبيل المثال لا الحصر من سلسلة لقاءات رغد بنت المجرم المقبور في قناة العربية.
لا يختلف إثنان من ذوي العقل والبصيرة ان الإعلام وليس غيره كان المحرك الأول لمظاهرات تشرين التي استمرت اكثر من عام ولا زالت في بعض مناطق الجنوب والتي اثمرت للقائمين عليها وصول الكاظمي لرئاسة الحكومة.
لقد لعب السوشيال ميديا والإعلام المحلي والعربي دورا أساسيا في مجريات تلك المظاهرات حتى تساوى فيها الثائر والداعر والشريف والوضيع وضاعت دماء الشهداء مع فوضى المأجورين والمؤدلجين والمجرمين الذين تجاوزوا على مقدرات الدولة وثوابت الأخلاق والشهداء القادة في الحشد ومراجع الدين.
الصفحة الثانية والتي بدأت ملامحها منذ عدة شهور هي العمل الإعلامي المبرمج تعمل على شيطنة الرموز المعتبرة والدلالات السامية من كل ما يحمل صفة القداسة والإحترام والوقار بما فيهم فصائل المقاومة في الحشد الشعبي الى الشخصيات الوطنية التي تتمتع بالنزاهة والحزم والقوة على ندرتها مع الترويج لأرباب الفساد والنفاق والمنافقين مستثمرين اتساع حالة الجهل والفوضى في المجتمع العراقي الذي يتحرك البعض منه في العقل الجمعي على قاعدة (على حس الطبل خفّن يا رجليّه) وكما وصفهم الإمام علي (ع) همج رعاع ينعقون مع كل ناعق يميلون حيثما تميل الريح .
علينا ان نعترف بخطورة المرحلة وخطورة سلاح الإعلام الموجه ضد العراق تأريخا وحاضرا ومستقبلا وبأيدي مهنية ومحترفة مدعوما من قبل جهات خارجية وداخلية.
لذلك ندعوا الى إجتماع طارئ وعاجل لقيادات ومسؤولي الإعلام الوطني العراقي ولإعلام المقاوم للوصول الى برنامج ممنهج ومدروس بعناية وسياقات عمل متفق عليها ترتقي لمستوى مواجهة الإعلام المعادي وتوحيد الكلمة بعيدا عن الإنزواء الذاتي وبقاء البعض تحت طائلة (كل يغني على ليلاه ).
هي دعوة جادّة وصادقة وعاجلة فالوضع اخطر من خطير وينبئ بما بلا يحمد عقباه.
https://telegram.me/buratha