عبدالزهرة محمد الهنداوي ||
عيد الحب، في شباط، وتحمل أيامه، اولى بشائر الربيع.. ولكن منذ العام الماضي ٢٠٢٠، لم يعد للمحبين عيدا يحتفلون به، وفقدنا الإحساس بنسمات الربيع المنعشة، بعد ان داهمنا قبل عام، زائر ثقيل، لم نتعامل مع مثله من قبل، اسمه فيروس كورونا المستجد، الذي دخل بيوتنا خلسة، من دون استئذان ، و ها هو عام يمر على وجود ضيفنا غير المرغوب فيه، كان عاما مليئا بالآلام والأوجاع التي اجتاحت النفوس، فرحل عنا احبة في غير اوان رحيلهم، اذ تشير احصائيات وزارة الصحة إلى ان عدد الذين قضوا بالفيروس اكثر من ١٢ الف وفاة، من بينهم ١٨١ شهيدا من مقاتلي الجيش الأبيض الأبطال الذين قاتلوا بشراسة حتى استشهدوا، راضين مرضيين بما قدموه وبما نالوه، لتبقى جحافل هذا الجيش تقاتل ببطولة قل نظيرها ، فيما تعرض ٥٩٨ الف شخصا للإصابة وكنتُ احدهم، ولا أظنني سأنسى تلك الايام القاسية المليئة بالوجع والألم، التي عشتها مصارعا الفيروس، كما لا أظن ان احدا واجه الفيروس بإمكانه ان ينسى معاناته تلك، أما الاحبة الذين فقدناهم، فإن نار فقدهم مازالت تستعر في النفوس، ونتذكر بألم كبير لحظات صراعهم المرير قبل ان يتمكن منهم الفيروس اللعين..
أما الان.. وبعد مرور عام على وجود الفيروس، وبعد التقدم الكبير الذي أحرزته جحافل الجيش الأبيض، التي كادت ان تقضي عليه قضاء مبرما، عاد الكوفيد بسلالة جديدة، تبدو اكثر شراسة واشد فتكا من السابقة، وبدأ معدل الإصابات يرتفع بصورة مفاجئة مع حلول شهر شباط، ما دعا الحكومة إلى اتخاذ إجراءات مشددة في محاولة لكسر سلسلة الفيروس، وقطعا ان هذه الإجراءات، لاسيما الحظر الشامل للتجوال، لثلاثة أيام من الأسبوع، وحظر جزئي في الأربعة الأخرى ، وإغلاق الكثير من الفعاليات، سينعكس سلبا على حياة الناس، وفي المقدمة منهم، أؤلئك الذين يعملون في القطاع الخاص بقوت يومهم، فهؤلاء سيتعرضون لضرر كبير، يتطلب من الحكومة، اتخاذ إجراءات دعم ورعاية لهم.
ولكن، الذي نقوله هنا، ان المحافظة على سلامة الناس لها الأولوية الأولى، وفي الحقيقة ما كنّا لنصل إلى ما وصلنا اليه، لو التزمنا باجراءات الوقاية وفي مقدمتها لبس الكمامات وغسل الأيدي بالماء والصابون .
أما وقد عاد الفيروس يضرب بقوة، فإن الأمر يتطلب منا التزاما تاما، وأن نتحمل قسوة الإجراءات وشدتها، لكي نقطع الطريق عليه، وحتى لا تعود تلك الايام القاسية التي عشناها العام الماضي.
متمنين السلامة للجميع..
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha