قاسم الغراوي ||
لازال البعض ينادي بالعقد السياسي الجديد لانقاذ مايمكن انقاذه من العملية السياسية ،فمالمقصود بالعقد السياسي الجديد ؟ وماهي شروطه ؟ومن يضع بنوده وماهي متبنياته؟ ومافائدة العقد السياسي الجديد في ظل سلاح منفلت ومافيات فساد يقودها من بيدهم زمام السلطة مع وجود دولة فاقدة لمقومات السلطة الحقيقية .
كثر الحديث في الاونة الاخيرة عن العقد السياسي الجديد من السيد رئيس الجمهورية برهم صالح والسيد الحكيم وقادة كتل اخرى ، ويذكرنا ذلك بعقود الشرف التي ابرمها السياسيين فيما بينهم مما يؤكد انهم لايثقون ببعضهم البعض في التعامل لغياب المشتركات والقيم الوطنية التي تتحكم في المواقف والسلوك السياسي .
يوجد عقد تقاسم محصلات الفساد بين الأحزاب التي تهيمن على السياسة العراقية من خلال آليات (ميثاق النخبة)، وهو بمثابة عقد متفق عليه لكنه غير مكتوب، رسمته المحاصصة الطائفية ، التي وزعت البلاد على شكل اقطاعيات منذ 2003.
لماذا عقد جديد بعد مرور قرابة العقدين من الزمن في ادارة دولة المفروض ديمقراطية وبرلمان منتخب وقانون انتخابي ديمقراطي ، تراعى فيها حقوق الانسان . هل اكتشف قادة الكتل بان العملية السياسية تمر بتحديات وان خسارتهم اصبحت وشيكة بعد الرفض الجماهيري لهم ولفسادهم ، وهل سياخذ هذا العقد بالاعتبار مصلحة الشعب ام مصالحهم الحزبية والشخصية.
اعتقد انهم يفكرون في وسيلة تساعدهم للبقاء ممسكين بالسلطة ليس الا بعد ان ذاقوا حلاوتها في الوقت الذي ذاق الشعب فيه المرارة دون ان يكترثوا لذلك او ان يغيروا من حاله .