علي فضل الله||
التحالفات الدولية اصبحت ضرورة امام الازمات والتهديدات السياسية والامنية والاقتصادية..التي يمر بها العالم اجمع وليس العراق، لكنني كمراقب للمشهد السياسي للشرق الاوسط، ارى أن الولايات المتحدة الامريكية وحلفها الناتو بدأت اسهمهم بالتراجع على مستوى السيطرة والنفوذ بل وان امريكا ليست لديها استراتيجية واضحة في ملف العراق، وتعاني من اضطراب استراتيجي وكل ما تملك على الاعتماد على تكتيك الازمات، فهي تبني وجودها على اصطناع الازمات وهذا ما يجعل العراق عرضة للاستنزاف، سواء على مستوى الموارد البشرية فقد اعطى العراق مئات الالاف من الشهداء والجرحى، وخسر مئات المليارات من الدولات،وهذا ما بدأ يقوض الوجود الامريكي كما في سوريا والعراق وافغانستان وحتى دول الخليج نفسها،،.
لذا فإن الولايات المتحدة الامريكية في المنطقة تمر بنفس ما مر به الاتحاد السوفيتي، او بمسمى اخر ان ضعفه (الاتحاد السوفيتي)في السبعينيات في منطقة الشرق الاوسط تعيشه امريكا اليوم وحلفها الناتو..
ولذا فكما فشلت الدول العربية نتيجة تحالفها مع الاتحاد السوفيتيتين القرن الماضي، لانها ارتكزت الى منظومة بدأت تتراجع اسهم نفوذها وعندما انهار الإتحاد السوفياتي، إنهارت كثير من الدول العربية .. الا دول الخليج بدأت تقوى وتزدهر كونها اختارت شريك قوي في تلك الحقبة، لانها تحالفت مع صاحب اسهم متصاعدة في تلك الفترة وهي الولايات المتحدة الامريكية(وان كانت هي علاقة وصاية اكثر من إنها التحالف) لكنها نجت من الانهيار كالذي حصل في العراق ومصر وليبيا والجزائر..
اليوم اذا ما قررنا ان نذهب الى تحالفات فلا بد ان نبحث عن شريك صاحب نفوذ متصاعد على الساحة الدولية وليست الاقليمية فحسب، أي ان اسهمه السياسية في بورصة السياسية الدولية.. ولعل شراكة الصين وروسيا وهي شراكة الاقتصاد والسلاح، بدأت تتوغل في مساحات دولية كثيرة وخصوصا في الشرق الاوسط،، كما وعلينا ان ننظر لمستوى العروض المقدمة للعراق من الأطراف الدولية المتصارعة في ساحة الشرق الاوسط عموما والعراق خصوصا، والاختيار الصحيح هو المبني على المقارنة الواقعية التي تستند الى أحداث حقيقية، لذا ووفق قاعدة (المجرب لايجرب) فالولايات المتحدة الامريكية كانت ولا زالت مسيطرة على العراق خلال العقدين الماضيين، وكان نتاج هيمنتها على بلدنا، هو بناء قوات امنية مهزوزة ومخترقة تمتلك ترسانة سلاح ظاهرها متطور الا انها مسميات بدون محتوى وخير نموذج طائرات F16 وما رافق عقدها من مآسي احتكارية،بل وحتى عملها المحدد من قبل عمليات التحالف الدولي الذي ترأسه آمريكا وليس المآساة في المؤسسة العسكرية، والتي رغم الموازنات الانفجارية الا إننا لا نمتلك منظومة دفاع جوي متطورة كالباتريوت او ثاد او السماح بادخال منظومة S400 الروسية احد الان، والتهالك نجده في القطاعات الحيوية كدمار القطاع الصناعي والكهرباء والبنى التحتية،، بالمجمل الشراكة مع الامريكان كان نتاجها دولة هشة معرضة للانهيار بأي لحظة.. عليه فالتحالف مع الولايات المتحدة الامريكية، كان نتاجه الفشل الذريع في بناء دولة مستقرة ان لم نقل قوية،،
عليه على الطبقة السياسية ان تفهم ذلك، وتبحث عن حليف حقيقي اخر، يكون التحالف معه دعامة قوية للعراق، وبما الصين اصبح واضحا انه القطب الدولي القادم بقوة ويبحث عن موطأ قدم في العراق.. ليس وفق القاعدة الامريكية القائمة على امتصاص الحليف وانهاكه، بل قائمة على التوازن وتبادل المنفعة، واتفاقية الصين كانت بمثابة منقذ للدولة العراقية وعلى الاقل في الجانب العمراني.
https://telegram.me/buratha