المقالات

لقطات من الإنتفاضة الشعبانية/  اللقطة الأولى


 

 

إلتقطها / أحمد رضا المؤمن ||

 

 

كُنت مع أخي الأوسط سُعداء نوعاً ما بسبب العُطلة (الإجبارية) التي حصلنا عليها بعد إندلاع حرب الخليج التي شنتها قوات التحالف بقيادة أمريكا لإجبار صدام على الخروج من الكويت التي دخلها في 2/آب/1990 وإعتبرها المحافظة العراقية رقم (19) ..

إلا أن هذه العطلة لم تكن مريحة بالكامل ، فقد كان يُنغصها إنقطاع التيار الكهربائي الذي لم نعتد عليه بل لم نكن نعرفه قبلاً ، كذلك إضطرارنا إلى إحداث حفرة في الشارع المقابل من أجل إستخراج الماء من الإنبوب الرئيسي (الأبّي) والذي إنقطع هو الآخر فوقعنا في حيرة شديدة تتعلق بنقص الماء .

كل ذلك يُضاف إليه الرُعب الذي يدخلنا من أصوات الطائرات الأمريكية وقصفها مُتناهي الدقة الذي كان مُستغرباً كونه كان يستهدف البُنى التحتية لحياة العراقيين والتي لا علاقة لها بنظام صدام مثل مشاريع ومُنشآت الماء والكهرباء والطاقة والمصانع .. إلخ .

أجبرنا إنعدام وقود السيارة على إختراع وقود بديل لونه أسود كان المرحوم والدي يستخرجه من بقايا سائل إسطوانات غاز الطبخ !

أما غاز الطبخ هذا فهو الآخر عوضناه بالذهاب إلى إحدى الغابات البرية (مقابل حي النصر حالياً) لإحتطاب ما أمكن من أخشاب الأشجار هناك للإستفادة منها في خبز التنور الذي كانت إمرأة من جيراننا تجيد خبزه .

وحيث كان شتاءنا هذه المرة مُمطراً بصواريخ الطائرات الأمريكية فإننا إستبشرنا خيراً بالأمطار السوداء التي هطلت علينا بغزارة بعد أواخر أيام الحرب ، وعندما سألت المرحوم والدي عن سبب سواد مياه هذه الأمطار أخبرني بأن صدام وقبل إنسحابه من الكويت قام بتفجير آبارها النفطية وهو ما أحدث سُحُب دُخانية كثيفة جداً جاءت بها الغيوم لتُمطرنا لنقوم نحن بدورنا بوضع أقداح كبيرة في الحديقة من أجل جمع أكبر كمية من مياه هذه الأمطار للإستفادة منها وتعويض النقص الشديد لدينا !

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك