علي فضل الله ||
طوال العامين المنصرمين بروز أسلوب قديم جديد على الساحة العراقية، وهو الأستهداف الصاروخي بسلاح الكاتيوشا ( أسميته بالأستهداف الرومانسي) للسفارة الامريكية وبعض القواعد والمعسكرات العائدة للتحالف الدولي الأمريكي، لكن الغريب في هذا الأمر، مباشرة مع إنطلاق الصواريخ تنطلق القنوات الفضائية ذات الطيف الواحد ولكثرتها لا يمكن تعدادها، لكنها وسبحان الله متفقة جميعا"، بأتهام الحشد وفصائل المقاومة، الغريب في هذه الأتهامات، سرعتها الخاطفة ووحدة الأتهام، أسرع من الصاروخ المنطلق نفسه(شنووو هاااي)، هنا أريد أنا أوضح وأبين بعض النقاط، لكي نحدد من خلالها الجهة التي تقف وراء هذه الصواريخ، بأسلوب التحقيق الموضوعي، وليس وفق التضليل الأعلامي المتبع، من خلال تسخير رأس الخبر في نشرات الأخبار، للقنوات الأخبارية العربية والدولية وحتى المحلية، ليولد هذا التراكم الخبري يقين مزيف لدى المتلقي بأتجاه جهة معينة، وهنا سوف أوضح نقاط خافية على على المواطن البسيط، بل حتى على كثير من المختصين، والنقاط هي:
1- إن جميع الأستهدافات خارج مستوى الهدف، مثال ذلك إن السفارة الأمريكية رغم مساحتها الشاسعة التي تبلغ أكثر من (100)مئة فدان،أي ما يعادل مساحة 80 ملعب كرة قدم، تضم 21 بناية ضخمة، لكن لم نرى إي صاروخ وقع ضمن نطاق المنطقة الحرجة، كأن يصيب السفير أو الموظفين الدبلوماسين العالين المستوى، او حتى البنيات المهمة للسفارة الأمريكية، رغم تكرر الضربات لكن النتيجة دائما(اصابة اهداف عراقية بحتة، أشخاص أو بنيات أو عجلات)( أي إنها ضربات رومانسية) كونها لا تؤذي الأمريكان، وتستهدف العراقيين، فتكون أداة لتأليب الشارع العراقي، بأتجاه جهة معينة؟؟؟( عصفورين بحجر واحد).
2- الإبقاء على تكتيك واحد دون تغييره من قبل الجهة المستهدفة، رغم فشله الذريع بتحقيق الغاية الحقيقة من الأستهداف، وهو إيقاع أكبر الخسائر لدى الجانب الأمريكي، يجعل الأمر مضحك، فهل الجهة التي تقف وراء الأستهداف، لا تعلم بعدم جدوى سلاحها المضحك!!! أم إنها أرادت منه ذريعة لتحقيقات غايات خبيثة؟ لا تححقق إلا بهذه الشاكلة.
3- رغم الأمكانيات التكنلوجية الخارقة والهائلة، لدى الجانب الأمريكي، من أقمار صناعية وطائرات تجسس ومناطيد وكاميرات مراقبة متطورة، تسيطر من خلالها على كل فضاء العراق، بالمقابل هنالك ضربات بدائية وعلى نمط وتكتيك واحد معروف، لم يتم رصد هذه الجهات صاحبة الصواريخ الرقيقة الرومانسية، بتوضيح أكثر لم يتم تعقب هذه الجهات التي تقف وراء الضربات الصاروخية، من قبل منظومة الأقمار الصناعية ولا طائرات التجسس ولا؟ ولا؟ ولا؟ فهل نحن أمام تكنلوجيا أمريكية كاذبة؟ قطعا" لا والف لا؟ أذن لماذا لا تسخر تلك الأمكانيات لكشف المجموعات المسلحة كما تسميها السفارة الأمريكية؟ أم للسفارة وإعلامها ومتحليلها (مآرب أخرى)!!!؟
4- مع كل إستهداف نسمع بتشكيل لجان تحقيقية( أو بالأحرى تسويفية)، لكن دون أن تكون لهذه اللجان نتائج كاشفة للجهات المستهدفة، وتبقى نتائج التحقيق بنهايات سائبة، دون كشف الفاعل والمسبب لهذه الضربات، وكيف للحكومة العراقية صاحبة الأمكانيات المتواضعة كشف الفاعل؟ وإجزم إنه غير مسموح لها كشف ذلك، حتى وإن قبلنا جزافا" وصولها للفاعل، لإن الولايات المتحدة الأمريكية، تريده ملفا" سائب.
مالفائدة من ضبابية ملف الإستهداف؟ وإبقائه بهذا الغموض! هنا لا بد من تذكير القارئ والمتلقي بأمرين:
الأول_ بعد إنتصار قواتنا الأمنية وحشددنا المقددس على تنظيم داعش، أصبحنا نمتلك الجاهزية ولو بالحد الأدنى لحماية حدودنا، وهذا الأمر يرتب إنتفاء الحكومة العراقية لوجود قوات أجنبية.
الثاني_ إن البرلمان قرر إخراج القوات الأجنبية وتحديدا"الأمريكية، لإنتفاء الحاجة لها ولإنها أصبحت تسبب ضررا" للأمن القومي للبلاد.
فهل تغيير هذا التوصيف الخطير للقوات الأمريكية؟ وكيف؟
نعم، ليس لأن تلك القوات غير من سلوكها العدواني التوسعي في العراق، وإنما تغييرت الإرادة السياسية العراقية، بتوضيح أكثر وضمن البرنامج الأمريكي الذي يعتاش على الفوضى السياسية، تغييرت الحكومة العراقية، فبعد لعبة ركوب موجة التظاهر الشعبية في العراق، وتحت ضغط الجماهير الموجهة من قبل السفارة منها بدون علم وهم السواد الأعظم من المتظاهرين، والبعض الأخر زج به بعد تدريبات مكثفة داخل وخارج العراق، نجحت السفارة بركوب الموجة، لتستقيل حكومة عادل عبدالمهدي، وبجهد كبير من برهم صالح الذي اقر بمخالفة الدستور، جاءت حكومة الكاظمي لتتغير الأرادة السياسية العراقية بأتجاه التواجد الأمريكي.
لذلك كل الذي يحصل هو بتخطيط أمريكي وبتقاعس خطير من قبل حكومة الكاظمي، من أجل تحقيق غرضين هما:
الغرض الأول: إتخاذ الأمريكان حالة الغموض هذه، ذريعة لإستهداف الحشششد الشعععبي، قيادته وبناه التحتية، لأنه كان ولا يزال سببا" في إفشال المخططات الصهيوأمريخية من جهة والصهيوعروبية من جهة أخرى.
الغرض الثاني: إستغلال هذا الاستهداف الصاروخي المتكرر، لترسيخ صورة في ذهن المواطن العراقي، على ضعف القوات الأمنية العراقية، في مسك الملف الأمني، وعليه لا بد( وهنا مربط الفرس) من بقاء القوات الأمريكية في العراق، وهذه هي الغاية من كل ذلك، وحكومة الكاظمي ومستشاريه يعملون بجد من اجل تحقيق تلك الغاية.
https://telegram.me/buratha