المقالات

كم فرقة عند البابا؟!

1721 2021-03-03

 

حمزة مصطفى ||

 

بعد يومين يحل علينا بابا الفاتيكان فرانسيس ضيفا عزيرا كريما كبيرا. حين يزور البابا الدول صغيرها وكبيرها تضع الخطط  وتشكل اللجان والجداول حول كيفية الإستفادة من هذه الزيارة سياسيا وسياحيا. فالزيارات التي يقوم بها البابا وبما يمثله من رمزية دينية تعد بحد ذاتها ثروة لايمكن تفويتها بالنسبة للدول التي لديها عقل تجاري وسياحي وتنموي لا عقل خلافي, حزبي, مكوناتي هدفه العرقلة لا البناء.  

بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وأثناء مؤتمر يالطا عام 1945 أخبر رئيس الوزراء الإيطالي الزعيم السوفياتي آنذاك جوزيف ستالين أن البابا أعلن الحرب  على هتلر, فما كان من ستالين أن أجاب ساخرا (كم فرقة عند البابا)؟. كان المقياس الوحيد بالنسبة لستالين هو القوة المادية. ذهب ستالين وبقي سؤاله الساخر في وقته مثار سخرية التاريخ والمؤرخين والسياح والسائحين الآن. صحيح أن منطق القوة المادية لايزال يعتمد في جانب أساسي منه على ماتمتلكه الدول من جيش وقنابل ربما بعضها نووية وطائرات ومعدات, لكن القوة الناعمة بشتى صيغها وتنوع أساليبها أخذت تزاحم إن لم تتفوق أحيانا على منطق القوة الغاشمة عسكرا وسلاحا.

 إن مراهق سياسي مثل كيم جونغ يمتلك القنبلة النووية لكنه ليس على الخريطة بموازين القوة الحقيقية للدول. فأي وزن تمثله كوريا الشمالية اليوم على خريطة الدول  التي تملك القوة سواء كانت مادية أم معنوية. دولة الفاتيكان ربما هي أصغر من أصغر قرية في  العراق أو مصر أو الجزائر أو سنغافورا أو الهند,  مساحتها 44 كم  مربع ونفوسها لايتعدون الـ 800 نسمة.

لو حاولنا قلب المعادلة بشكل آخر وأردنا الإستعداد لزيارة يقوم بها الرئيس الأميركي التي تبلغ مساحة بلاده أكثر من 9 ملايين كم متربع ونفوسها أكثر من 350 مليون نسمة أو الرئيس الصيني التي يبلغ عدد نفوس بلاده أكثر من مليار ونصف المليار نسمة .. هل إحتجنا لكل هذه التحضيرات والإستعدادات والرهانات بالقياس الى الزيارة التي يقوم بها البابا فرنسيس؟

لا بالتأكيد. لماذا نهتم بالبابا الذي لايملك حتى بندقية صيد ولا نعير أقل من نصف هذا الإهتمام لو حل ضيفا علينا الرئيس  الأميركي أو الصيني؟ الإجابة واضحة وهي أن معايير القوة لاتقاس دائما  بسؤال ستالين المملوء غرورا وعجرفة .. كم فرقة عند البابا, بل بالبعد الروحي الذي هو عند الشعوب أهم بكثير من أي بعد مادي. لذلك فإن زيارة البابا الى العراق في هذا الوقت يفترض أن تكون موضع إهتمام على الأصعدة الثقافية والحضارية والدينية. فعبر هذه الزيارة سوف يتم ولأول مرة تسليط الأضواء وبقوة على مصادر قوتنا الناعمة بما نملكه من إرث وتراث ديني وثقافي وحضاري يحتاج منا بعد إتمام الزيارة الى وضع الخطط والبرامج اللازمة لكيفية تسويقه الى العالم أجمع كونه ثروة لاتقدر بثمن لو أحسنا إستثمارها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك