قاسم الغراوي ||
رغم تاخر زيارة البابا فرنسيس للعراق كثيرا في الوقت الذي كان بامس الحاجة لها لاعتبارات كثيرة منها الهجمة الشرسة ضد الشيعة حيث تناوبت الحركات التكفيرية على ابادتهم من القاعدة الى داعش الى دولة الكفر في الشام والعراق اضافة للنظرة السائدة تجاة السلطة في العراق متجسدة في حكم الاغلبية التي تمت محاربتها من دول شتى واولها الدول العربية والاسلامية الا ماندر وللاسف وهو القصد الثاني لتدمير دولة من بيدهم السلطة على المستوى الرسمي وبالتالي تدمير العراق كدولة ومؤسسات لاثبات ان الاغلبية الحاكمة فشلت ولايمكن التعامل معها بكل الاحوال واستمرت الهجمات على المستوى الرسمي لرعاية الارهاب في العراق عمليا.
ومع هذا فان زيارة البابا للعراق كشخصية عالمية تعطي دلالات عميقة رغم تاخرها وتتجسد اولا لتاكيد العمق التاريخي للعراق ووجوده وحيويته ودوره وقيادته في ديمومة الرسالات السماوية والتواصل مع العالم .
اما الرسالة الاخرى فان العراق مهبط الرسالات السماوية وبهذا فانه يضم تشكيلة من الديانات التي عاشت جنبا الى جنب عبر التاريخ بانسجام وتفاهم واحترام والزيارة تجسد بل وتحث للتاكيد على هذه القيم بين الديانات في العراق.
اما الدلالة الثالثة هي توجه البابا الى النجف منارة العلم والفكر والثقافة والدين والتسامح ولقاءه شخصية السيد السيستاني الذي لعب دورا بارزا في قيادة العراق والحفاظ عليه من التمزق والضياع اولا ولان هذه الشخصية الفريدة هي رمز لكل العراقيين وليس للشيعة فقط وواضح جدا من محبة جميع العراقيين له سيعطي انطباعا ان العراق بخير بوجود هذه الشخصية التي يحترمها الجميع.
على الحكومة ووسائل الاعلام استثمار هذه الزيارة بما يخدم العراق في السياحة الدينية المقبلة ويحقق استقراره وامنه ونجاحه وهي فرصة قد لاتتكرر تاريخيا وعلى العراقيين ان يكون لهم موقفا واحدا وخطابا واحدا هو بخروج قوات الاحتلال لينعم العراق بالحرية والاستقلال وياخذ دوره الريادي في العالم كدولة مستقلة ذات سيادة.
https://telegram.me/buratha