منهل عبد الأمير المرشدي ||
تأتي زيارة البابا فرنسيس (الحبر الأعظم و بابا الفاتيكان و رئيس الكنيسة الكاثوليكية في العالم ورئيس دولة الفاتيكان في روما) الى العراق لتمثل علامة فارقة في ذاكرة المواطن العراقي التي تعيش حالة الإستفزاز والإشمئزاز والإبتزاز والإهتزاز إزاء ما يعيش ومع من يعيش كحكومة وبرلمان ورئاسات ودولة اللادولة منذ أكثر من عقد من الزمان . البابا وفي حديث له استبق به الزيارة قال انه لا يريد ان يخذل الشعب العراقي فقد كان مقررا لهذه الزيارة ان تتم منذ العام 200 او 2003 .
علينا أن نعرف ابتداءا ان فحوى الزيارة ومداها وكل ما فيها وما يأتي منها يقع ضمن الإطار الإعتباري والمعنوي فالبابا لا يملك سلطة تنفيذية على الجانب الأممي او الدولي او الأقليمي ناهيك عن الجانب المحلي المتمثل بالحكومة والئاسات والبرلمان فهؤلاء ليس لأحد في الكون سطوة عليهم بعدما فلتوا وانفلتوا وفسدوا وتفاسدوا وكذبّوا وتكاذبوا ونافقوا وتنافقوا وغمزوا وتغامزوا وتهامسوا وتلاصصوا وتحاصصوا وطمطموا وضمضموا ورقصوا وتراقصوا ونزلوا وتنازلوا ولا حل لهم ولا رادع الا طيرا أبابيل ترميهم بحجارة ومن سجيّل .
آميين رب العالمين . نعود لزيارة البابا الذي نكّن له كل إحترام رغم ما نعرفه عن تأريخ المواقف الرسمية للكنيسة من قضية فلسطين والعلاقة الحميمية بين البابا ونتنياهوا وجميع رؤساء إسرائيل وصمت الكنيسة عن تصريحات بعض المطارين (مفردة مطران) في العالم ضد الإسلام ونبي المسلمين لكننا نرحب بالزيارة وأهلا بالضيف الذي أدرك ما لا يدركه الساسة وأشباه الساسة وعرف واعترف بما يجهله ويتجاهله علماء بعض الشيعة وعلماء اهل السنة في قداسة مركز القرار وقطب الرحى ونبراس الحل وصوت الحكمة الساكن في ذلك الزقاق الضيّق القديم هناك في النجف الأشرف فكان اللقاء بسماحة السيد علي اسيستاني على رأس برنامج الزيارة .
لم يأت هذا الإختيار وهذا الطلب إعتباطا او عن طريق الصدفة بين قطبي الديانتين الإسلامية والمسيحية في العالم فمن يعرف بحر السيد السيستاني وفضاء علمه ومدى حكمته وسمو روحه وزكاة نفسه يدرك جيدا ويفهم جيدا ويعلم جيدا إنه سيلتقي في حضرة رجل بأخلاق نبي وفكر أمام وروح حكيم ونفس جللها الله بالعقل والتعقل والرضا والرضوان .
المشكلة إن (ربعنا) السايسين شلع قلع لم يدركوا ذلك ولم يفهموه أو يستثمروه وانا على يقين إنهم لم يفهموه ولن يفهموا فأنشغلوا وتشاغلوا بتبليط شارع هنا وشارع هنا وصبغ رصيف هنا ورصيف هناك حيثما يمر موكب البابا ورفعوا بعض النفايات من بلد تحكمه النفايات ونسوا وتناسوا إن الرجل سينزل الى الشارع في النجف الأشرف والناصرية والموصل واربيل فماذا سيفعلون لو شاء الله وانتفض احد المواطنين ( الغلابة ) ليصرخ في وجه البابا وصاح (بداعة عيسى ومحد خلصنا من الحرامية) .
https://telegram.me/buratha