🖋️ الشيخ محمد الربيعي||
هناك كثير من المواقف انما هي مواقف طبيعية من خلال زمانها و مكانها ، و حتى الشخصيات التي تدير تلك المواقف ، و لكن مع الاسف تجد هناك تهويل و ترفيع وتحليل و تقديم و تاخير و ضجيج لذلك الموقف او لذلك الاثر الحاصل .
كل ذلك نابع من ماذا ؟
من الخضوع و عدم معرفة قيمة الذاتنا و قيمة تاريخنا وقيمة هويتنا و قيمة ارضنا و سماءنا و شئننا .
ان الامة التي هي عارفة بقيمتها و مكانتها و واثقة ان ما عندها هو الاوثق تاريخا ، و نصا و واقعا و مكانة ، لا تتاثر بضجيج يحصل الغرض منه رفع مكانة ذلك الحدث .
ان الامة المطمئمنة هي الامة التي لا تتاثر بالضجيج الاحتلالي الاستكباري ، الذي يضجج المواقف من اجل اما اعطاء تلك المواقف و الخطوات الرفعة و القيمة ، او يستغلها لتمرير اغراض و مصالح يراها بمخططه المستقبلي ضرورة حتمية لنصر انتفاعة و انانيته في منطقة الامة الاسلامية .
يجب ان نكون امة مطمئنة امة لا تتاثر بما يحصل بترتيب الطرف الاخر .
ذلك الطرف الذي لم يكن له ضجيج اتجاهنا رغم كل المواقف و الكوارث التي حصلت بامتنا ، و التي كانت بسبب اطماعهم ، و بسبب غطرستهم و انانيتهم بحكم الشعوب و جعلهم عبيد عندهم ، ذلك الطرف الذي صدر الارهاب و القتل و الدمار و كان سببا لنهب التراث و ثروه امتنا .
لم نر ذلك الطرف الاخر صرح يوما بكلمة او عمل ضجة لكل ما حصل و يحصل و سيحصل ، اذن على ماذا كل ذلك الضجيج .
مشكلتنا اليوم ان الاحتلال و الاستكبار استطاع بخططه الخبيثة ان يفقدنا روح الاعتزاز بالشخصياتنا الدينية و غير الدينية ، استطاع جعل الامة بافكاره المسمومة المدروسة و الممنهجة ان نرى انفسنا أمة لا قيمة لما عندها ، حتى جعل انظارها و تطلعاتنا تتجه لما لدية و اليه و لما عنده ، و بذلك نضج و نعمل الضجيج لكل ما هو يصدر منه اتجاهنا و ان كان ضمن المستوى السلبي .
في الوقت الذي كان يجب ان تكون عندنا السكينة و هدوء و التي كان ان تكون هي الرسالة الواضحة اننا لا نكترث بوجودهم لانهم لم يكن لديهم موقف اتجاه اي معاناة عشناها من قبل دولهم المحتلة المتكبرة .
ان من المفروض ان تكون رسالة عدم الضجيج هي رسالتنا الواضحة بعدم قبول المواقف و الزيارات التي لم يكن من قبل اطرافها موقفا ايجابيا حتى على مستوى الكلمة لنصر الشعوب المظلومه و المضطهده نتيجة اما عدم اعتراض تلك الشخصيات او تأييدها لما حصل وحاصل و ما سيحصل .
ان على الامة و على شبابها بالخصوص ان يعتزوا و يعلموا انهم امة من خير الامم ، و ان شخصياتهم و تاريخهم لا مثيل له و ان الضجيج الايجابي هو ذلك الضجيج الصادر من النفس و المجتمع عندما يكون ضجيج من اجل الاصرار على الاصلاح و البناء و الرجوع الى حب الوطن بكل ارادة صادقة لبنائه و النهوض بواقعه .
اسال الله حفظ الاسلام و اهله
اسال الله حفظ العراق و شعبه
https://telegram.me/buratha