المقالات

لقطات من الإنتفاضة الشعبانية/ اللقطة الثامنة


 

إلتقطها / أحمد رضا المؤمن ||

 

بلغ بنا العطش مبلغاً كبيراً هَدّد حياتنا فقرر والدي وأقاربنا الخروج من البيت بأي ثمن والذهاب إلى بيت عمه المرحوم السيد إبراهيم المؤمن في الجديدة (مُجاور كراج الرابطة حالياً) فخرجنا جميعاً بإتجاه هذا البيت الذي لم يكُن يبعد أكثر من شارع واحد .

وقبل أن نخرج من داخل محلة البراق شاهدنا سيارة نقل ركاب (O.M) جديدة قرب مسجد الطريحي يقف بجانبها حوالي أربعة مُجاهدين وهُم يقومون بتعبئة رشاشات وقذائف (الآر بي جي سڤن) بالصناديق في هذه السيارة للذهاب إلى منطقة أخرى .

فور أن خرجنا من محلة البراق ووصلنا السور (جبر الليباوي) أطلق علينا أحد أزلام الجيش الصدامي رشقات طويلة من سلاحه الرشاش فوق رؤوسنا وكان يَتَمَترَس مع مجموعة من الجيش الصدامي في بناية عالية فما كان من نسائنا إلا أن يدعون الله بصوت مرعوب (الغوث الغوث يا الله) .

بعد أن وصلنا إلى هذا البيت وجدناهُم ليسوا أقل سوءً من حالنا ، فَقَد أصابهُم الهَلَع عندما وقعت عليهم قذيفة مدفع أسقطت سَقف الغُرفة الجنوبية في الدار على المرحوم السيد محمد باقر المؤمن فنجى من الحادث بإعجوبة .

كانوا يشكون هُم أيضاً من شحة الماء ونقص المؤونة الغذائية ، عندها قرّر والدي أن نعود أدراجنا مَرة أخرى إلى منزل جدي والبقاء فيه حتى إنجلاء الموقف ومهما كانت النتيجة ، خصوصاً بعد أن نَصَحنا أحد المجاهدين الثوار وكان قد نَزَع عدته وسلاحه بأن لا نخرُج من بيتونا قبل أن يستقر الوضع لأن أنباء وصلتهم تؤكد بأن أزلام الحرس الجمهوري قد إرتكبوا مجازر إبادة شنيعة ومقابر جماعية بكل من يصادفونهم في طريقهم مهما كانوا أطفالاً أو نساءً أو شيوخاً ، بل علمنا فيما بعد بأن أزلام الحرس الجمهوري والذين كان جميعهم من أبناء المحافظات الغربية قد رفعوا شعار (لا شيعة بعد اليوم) كتبوه على دباباتهم وعلى جسر الكفل تأكيداً لحقدهم الطائفي الدفين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك