قاسم الغراوي ||
التقى سماحة السيد السيستاني (دام ظله) بالحبر الاعظم (البابا فرنسيس) بابا الكنيسة الكاثوليكية ورئيس دولة الفاتيكان ، ودار الحديث عن المشاكل التي تواجهها الانسانية في هذا العصر ودور الايمان بالله تعالى وبرسالاته والالتزام بالقيم الأخلاقية السامية في التغلب عليها.
وليس غريبا ان يركز سماحة السيد السيستاني عما تعانيه الشعوب في مختلف البلدان من الظلم والقهر والفقر والاضطهاد الديني والفكري وكبت الحريات الاساسية وغياب العدالة الاجتماعية، وخصوص ما يعاني منه العديد من شعوب منطقتنا من حروب وأعمال عنف وحصار اقتصادي وعمليات تهجير وغيرها، ولا سيما الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة وكان خطابه واضحا دون رتوش معبرا عن روح الاسلام ،وهو دين الانسانية والمحبة والسلام.
اكد السيد السيستاني على الدور الذي ينبغي أن تقوم به الزعامات الدينية والروحية الكبيرة في الحد من هذه المآسي، وما هو المتوقع منها من حثّ الأطراف المعنيّة ـ ولا سيما في القوى العظمى ـ على تغليب جانب العقل والحكمة ونبذ لغة الحرب، وعدم التوسع في رعاية مصالحهم الذاتية على حساب حقوق الشعوب في العيش بحرية وكرامة وهذه اشارة واضحة بان سبب مشاكل الشعوب هي الدول العظمى ومصالحها على حساب استقرار وامن واقتصاد هذه الشعوب وعلى الفاتيكان ان يقوم بواجباته تجاه الانسانية.
وتحدث عن أهمية تضافر الجهود لتثبيت قيم التآلف والتعايش السلمي والتضامن الانساني في كل المجتمعات، مبنياً على رعاية الحقوق والاحترام المتبادل بين أتباع مختلف الاديان والاتجاهات الفكرية وهو بذلك يؤمن بقبول الطرف الاخر كانسان خلقه الله واكرمة انطلاقا من قول الامام علي (ع) : (الناس صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق).
وأكّد اهتمامه بأن يعيش المواطنون المسيحيون كسائر العراقيين في أمن وسلام وبكامل حقوقهم الدستورية، وأشار الى جانب من الدور الذي قامت به المرجعية الدينية في حمايتهم وسائر الذين نالهم الظلم والأذى والقتل من قبل الارهابيين وقدم البابا الشكر والتقدير للمرجعية متمثلة بالسيد السيستاني لوقفته الشجاعة والانسانية والوطنية وابنائه في التصدي للهجمة الارهابية من خلال فتوى الجهاد الكفائي التي حفظت العراق فكان ابآ وقائدا لكل العراقيين فاستحق التقدير والثناء والحب .
https://telegram.me/buratha