منهل عبد الأمير المرشدي ||
شهد اللقاء الذي جمع الحبر الأعظم البابا فرنسيس مع المرجع الأعلى السيد علي السيستاني الكثير من ردود الأفعال التي اتصف الغالب الأعم منها بالإيجابية والإشادة والثناء على ما يمثله هذا اللقاء وما صدر عنه من بيان من مكتب السيد السيستاني وبابا الفاتيكان حيث أشاد البابا برعاية المرجعية للمسيحيين في إزمة داعش ودعا للوحدة والسلام فيما أكد السيد السيستاني على ضرورة انصاف الفقراء ونبذ الطائفية والوقوف بوجه ظلم الدول الكبرى للشعوب الفقيرة وخصوصا ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في اراضيه المحتلة ودعا للوحدة والسلام .
احد اقاربي من النجف بعث لي يقول ان بيان السيد يمثل مطالب كل شرفاء العالم.
اما ردود الفعل السلبية التى ترى الأمور بعين عوراء وقلب مريض تنطلق من إزمتها النفسية وحقد يعتمر وجدانها العليل فبعد إن كانوا ينكرون ان السيد السيستاني حيا يرزق فيما نكر البعض منهم قدرته على النطق او الكلام فجائت زيارة بابا الفاتيكان لتلجم كل مأزوم لئيم ومأسور سقيم كما سبقتها قبل شهور زيارة ممثلة الأمم المتحدة وكل من زاره من قبل من الأقطاب الدولية المهمة بإستثناء السياسيين العراقيين الذين أوصد الباب في وجوههم لفسادهم منذ عشر سنين وحتى الآن .
لا اريد ان اتحدث مع من لا يسمع او لا يعقل ولا يبصر لكني اقول وللحق والإنصاف وانا الذي تشرف ابني يوما قبل سنتين بزيارة المرجع الأعلى وعاش معه لحظات روحانية حيث وجد نفسه في نبراس نور الهداية وطمأنينة القلب وبحر الحكمة وأعرف الضوابط والسياقات التي تحكم ضيوف المرجع الأعلى بما فيها حظر التصوير والتسجيل ولهذا الأمر اسبابه ومسبباته بما فيها إن حياته هدف وغاية كل اركان الشر والحقد المحلي والإقليمي والدولي.
لكن مكتب السيد سمح لوفد البابا بتصوير شيء من بداية الجلسة قبل الحوار ولحظات الوداع والمغادرة لإنه يعرف كيف يبصر العميان وكيف يسمع الطرشان .
لقد ترجمت بعض ردود الفعل السلبية على الزيارة مدى الحقد والغل والحسد واللؤم الذي يعتمر تلك النفوس المأزومة والعقول المريضة فبعضهم يسأل نفسه ولا يجيبها ويستفسر منها ولا يرد عليها عن أي عظمة وقداسة وسر عظيم يمتلك هذا الرجل الحكيم الذي يجعل قادة العالم ورؤسائه يحجون لبيته الصغير في ذلك الزقاق القديم ليتشرفون بلقائه .
أي هيبة تلك التي تؤطره , أي وقار ذاك الذي يجلله . أي حكمة تلك التي ينطق بها بحساب وعلم ودراية .
أي تاج هو يعتمر قمة الحوزة العلمية كما يعتمر عرش قلوب المسلمين الشرفاء سنة وشيعة في العراق وايران ولبنان والبحرين والشام وافغانستان وباكستان وافريقيا واغلب المسلمين من محبي ال البيت في اوربا وامريكا شاء من شاء وأبى من أبى , فهي إرادة الله وحكمته ومنته ونعمائه .
لم استغرب ما قاله المأزومين من ارباب الفكر الوهابي النتن لكني تألمت كثيرا وانا اتلقى آراء بعض الأصدقاء ممن تبوأ بعضهم مواقع المسؤولية في الدولة وهم يتحدثون بتندر واستغراب وتنكيل عن حيثيات اللقاء الذي جمع البابا بالسيد السيستاني أكدت خلالها إن العقل والتعقل وحسن العاقبة هي نعمة ورزق من الله عز وجل وليس سواه .
https://telegram.me/buratha