خالد القيسي ||
زيارة تأريخية وحدث اهتم به العالم اجمع ساهم بنشر تفاصيله الكبيرة والصغيرة الاعلام المرئي والمسموع ، وكان للحفاوة البالغة والجهد المميزفي الاستقبال والبرنامج المعد صدى متناغما مع ما يمثله قداسة البابا من قيمة روحية ودور كبير كمرجعية للطائفة المسيحية الكاثوليكية وزعامة دولة الفاتيكان بجهد إيماني مثمرفي نشر السلام والمحبة بين الناس والتآخي بين الاديان السماوية .
الانعطافة التاريخية والسابقة التي نتعتز بها وعكستها هذه الزيارة بلقاء الحضارات والأديان في حوار تاريخي بين مرجعية حكيمة أعلا الله مقامها وزادها تواضعا وشرفا ومنزلة ، لزعيم الشيعة ومقلديه في كل انحاء العالم في النجف الاشرف التي تعيد تاريخا كبير بقيمة الزائر وثقل المستقبل .
أصحاب النغمة السوداء ماتوا قهرا بالظهور المبارك وَرُد كيدهم الى نحورهم من شكك ومن أصابه العمى ،لانها ستحول الكثيرمن في قلوبهم مرض تجاه رجل المرحلة والمستقبل الذي وقف مع العراقيين في كل محنة وشدة .
ان خير من يمثل سيرة الامام علي (ع ) حفيده السيد السيستاني ابقاه رب العزة صمام امان لهذه الامة في اكثر من حدث مهم ، تجسدت في الدفاع عن المظلومين بكل طوائفهم ، سنة (انفسنا ) وشيعة اعزهم الله ببركة وجوده ، وازيدين وشبك وما تعرض له الاخوة المسيحين ، في فتوى الدفاع عن هذه المكونات بالجهاد الكفائي التي مثلت صراطا مستقيما للتعايش السلمي بما سطرته بطولات وتضحيات الحشد الشعبي.
الاستثمار لهذه الزيارة التي عَدَلت وقلبت الكثير من الصور الغائبة عن الاذهان لعراق ما بعد 2003 ، يمكن اتخاذها نقطة شروع بالسياحة الاثرية والدينية المنتشرة في البلاد وفتحها امام كل الاديان في التصرف والتعبير، وتعريف الكثير من الآخرين عما قام به الاسلاف من الاخوة المسيح والمسلمين من تقارب تاريخي لصفحات مضيئة ، ايواء النجاشي للمسلمين بقيادة جعفر ابن ابي طالب وحمايتهم من تهديد وبطش قريش ، وحادثة المباهلة مع ألنبي وآل البيت ، وقصة وهب النصراني المعروفة الذي استشهد مع ثلة أعوان الحسين الطيبة .
زيارة تظافر الجهود لعالم خالي ممن الحروب والمآسي ، وهو المرتجى من كل الاطراف وبخاصة الدول الكبرى التي حملها اللقاء الاول من نوعه لأهم رموز دينية في العالم مسؤولية الحروب العبثية وشرورها .
سينعم عراقنا ، مهد الحضارات وبلاد الرسل والانبياء والائمة الهداة ، بعد كل ما حدث له من عنف وآلام وحروب ومعاناة في تاريخه الطويل، في بناء انسان عراقي جديد بعيد عن الانانية والكراهية غير حاسد ولا مبغض ، تتم عبره حفظ وحدة البلد ارض وسماء وتسود روحية العمل في هوية المواطنة في مشاركة الجميع في حكم ديمقراطي تعددي .
https://telegram.me/buratha
