المقالات

◼️ اسلوب مواجهة العدو◼


🖋️ الشيخ محمد الربيعي ||

 

[ وَ الْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَ الْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَ اللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ]

اليوم و نحن نعيش الايام الخاصة بالامام موسى بن جعفر ( ع ) ، الأجدر بنا ان نجعلها ذكرى صحيحة واعية من خلال الدراسة و التحليل لكل جوانب حياته ( ع ) ، من القول و الفعل ، و لا نكتفي فقط بجانب الحزن و البكاء مع انه مطلب مشروع .

محل الشاهد :

و نحن ندرس تلك السيرة المباركة الخاصة بالامام موسى بن جعفر ( ع ) ، نلمح جوهرة ثمينة من جواهر هي بمثابة الهدية منه ( ع ) لنا ، و هي اسلوب الصحيح لمواجهة العدو ، حيث ان الامام ( ع ) ، التزم صفة كظم الغيض ليس لكونها صفة نبيلة  و وفضلية فحسب ، مع الاخذ بعين الاعتبار ان كظم الغيض له المواقف المشروعة ، كما ان له المواقف التي قد لا يصح فيها ، و كلا بحسب موقفه ، و مصلحته ، النتيجة ان كظم الغيض كان المبتغى الاخر منه ، ان يكون السلاح الذي يواجهة به ( ع )  الاعداء ، و يؤسس منه منهج و اسلوب الخاص في مواجهة العدو ، و هو متاح الى الجميع .

محل الشاهد :

عند التعامل مع العدو هناك اسلوبي نستطيع من خلالهما التعامل :

▪️الاول : اسلوب يقتل من خلاله العدو او يزيد من عداوته .

▪️الثاني : اسلوب يحول من خلاله العدو الى صديق .

ضمن منهجية الاسلام الحقيقي و مدرسة محمد وال محمد ( ع )  و المعروف من الامام موسى بن جعفر ( ع ) هو اتخاذ الاسلوب الثاني ، و ترك الاسلوب الاول الذي يحتاج الى الاذونات و الصلاحيات و المشروعية .

محل الشاهد : الامام ( ع ) كما قلنا يدعو و يؤكد على الاسلوب الثاني  الداعي لتحول العدو من عداوته الى الصداقة و المحبة ، و يكون ذلك بالتصرف وفق اسلوب الذي يحول عدوك الى صديق ، لان المشكلة تكمن في  عداوة عدوك و ليس شخصيته ، و يتحقق ذلك ان استطعت تقتل عداوته و انحرافه و تبقي على شخصه فهنا تكون الرابح في ذلك .

و لذلك نرى الشواهد العديدة في حياة الامام موسى بن جعفر ( ع ) ، الثابتة و المتوجة الى هذا الاسلوب ، و نقصد الاسلوب الثاني   اسلوب جعل العدو صديق ، فقد جاء بسيرته ( ع ) ، كان هناك شخص في المدينة يسبه بمختلف الكلمات السيئة حتى ان طريقته في السب و تكلم اثارت اصحابه ( ع ) و اقربائه الى اخر احداث ذلك الامر ، بالنتيجة ذهب الامام ( ع ) الى زيارة ذلك الرجل في  بستانه و بدى الحوار معه بحوار فتح عقله و قلبه و عاطفته حتى توجه ذلك الرجل  الى المسجد الذي يتواجد به الامام ( ع ) قائل : الله اعلم حيث حيث يجعل رسالته.

اذن علينا من خلال سيرة الامام موسى بن جعفر ( ع ) ، ان نتعلم  : كظم الغيض ، و عدم الاندفاع إذا أغاظنا أحد إلى ردّ الفعل، بل نحاول أن ندرس مسألة الغيظ من أين انطلق هذا الشّخص ؟ وفي أيّ ظرف ؟ و ما هي المناسبة ؟ و ما هي الخلفيّات ؟ و ما هي الأفكار التي يمكن أن تواجه بها هذه المشكلة ؟

صدى تلك السيرة المباركة لامام موسى بن جعفر ( ع ) يقول :

 اكظم غيظك لتفكّر و تفكّر لتعرف كيف تتحرّك ، و قد يقودك الفكر إلى أن تواجه الموقف بقوّة ، أو بلين ، المهمّ أن تتحرَّك من خلال إيمانك ، لا من خلال عصبيّتك ، و أن تتحرَّك من خلال عقلك ، لا من خلال غضبك و عاطفتك .

هذا ما علَّمنا إيَّاه الله و علَّمنا إيّاه رسول الله (ص) ، و علَّمنا إيّاه أئمَّة أهل البيت (ع) في كلّ مجالات حياتهم...

اللهم احفظ الاسلام و اهله

اللهم احفظ العراق و اهله

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك