🖋 قاسم سلمان العبودي ||
ونحن نعيش ذكرى أستشهاد الأمام موسى بن جعفر عليه السلام ، نعتبر حياة الأئمة سلام الله عليهم أجمعين ، عبارة عن أمتداد طبيعي لسلوك النبي الأكرم ( ص ) في عملية تنظيم العلاقة الربوبية بين العبد والمعبود في محورية متكاملة تدفع بأتجاه أن تكون العلاقة متوازنه بين العبد وربه . جميع الدلالات التأريخية تشير الى أن جملة من الموحدين كانو من قريش حين صدح الخاتم بدعوة التوحيد الألهي ، وكانو من سكنة مكة المكرمة ، ألا أنهم لم يحاربو من قبل قريش كما النبي الأكرم ، وذلك لأستشعار قريش ( والتي كانت تمثل الأستكبار بأبشع صوره ) ، بان التوحيد المحمدي القادم ، قائم على مشروع تحرير الأنسان من عبودية الذات المنغلقة الى عبودية الخالق المطلقة ، والتي أصطدمت بخيالاء الأستكبار القريشي ، الذي لم يوفر جهداً للمواجهة .
لذلك نشأ خط المقاومة للأستكبار منذ تلك اللحظة المفصلية بشعار قولو لا اله ألا الله تفلحوا. وحقيقة أن محور المقاومة هو ديدن جميع الأنبياء ومن سار على خطاهم من الصالحين . لذلك قال الشهيد الصدر الأول ( رض ) أن الأئمة تعدد أدوار ووحدة هدف . الهدف هو تحرير الأنسان من آلة العبودية المصطنعة الى عبودية الذات الألهية المقدسة .
تعاقب الطواغيت في حياة الأئمة جعلهم بين مسموم ومذبوح على طريق الحرية الذي أختطوه منهجاً سلوكياً الى عبادة الخالق . لذا كانت السلطة العباسية متمثله بهارون المستكبر قد كبلت يد الأمام موسى بن جعفر عليه السلام ، وزجت به في سجون بغداد في محاولة لأسكات الصوت المقاوم الذي رفض الأستكبار ، والذي رسم خارطة لجيل قادم حر أبي . فكان الأئمة سلام الله تعالى عليهم يمثلون المحور الحركي المقاوم بكل أبعاده ، وكان طواغيت بنو أمية وبنو العباس ومن تلاهم هم الخط الأستكباري الذي بطش بأولاد النبي الأكرم لأسكات الصوت المقاوم .
الآن تتكرر مبدأية الأستضعاف من قبل دوائر الأستكبار العالمي للشعوب ، وبنفس خطى ونهج الشيطان ، تضع الصهيونية العالمية سكينها على رقاب الأحرار في محاولة لثني الأمة عن العودة الى الله والحرية المطلقة ، وذلك من خلال أفتعال أزمات بين شعوب الأمة الأسلامية لأستنزافها الى أعلى درجات الأستنزاف .
بعد أن عجز الأستكبار عن تركيع الأمة بحصار أقتصادي قل نظيره في التأريخ وعلى مدى سنوات عجاف طوال ، عادت اليوم لأخضاع الأمة بمشروع البيت الأبراهيمي ، في محاولة لتسليط اليهود الصهاينة على مقدرات الشعوب الأسلامية من خلال فبركة مخابراتية فجه ومكشوفه . فبعد سنوات من الصراع المرير مع الأستكبار العالمي ، بدأت شعوب العالم الأسلامي تدرك جيداً أساليب الدوائر الأستكبارية في التعاطي مع مستجدات المِكر الغربي القاضي بتركيع الأمة وتوهينها بمشروع البيت الأبراهيمي ، والذي ظاهره حوار أديان سماوية ، وباطنه صنمية تحاول السير بالأمة الى خنوع وذل مطلق .
اليوم محور المقاومة الذي تتزعمه بكل شرف قيادة الجمهورية الأسلامية الأيرانية متمثلة بسماحة السيد القائد الخامنائي ومراجع الأمة الربانيين أمثال سماحة السيد علي السيستاني الذي خيب آمال المستكبرين بتمرير مشروع حوار الأديان ، تبطل المخططات الشيطانية التي تحاك في غرف المخابرات الغربية لأستهداف قيم الأمة ومقدراتها . ربما نحن في طريق الثأر لدماء أئمتنا الذين قضو في طريق الحرية أشواطاً كبيرة قد تجعل لنا سبيلاً بأخذ الثأر ممن ظلمنا . وحدة الهدف الشيطاني لأركاع الأمة ، والذهاب بها نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني ، كانت ولا تزال تواجه من محور المقاومة الذي خط نهجه الأول النبي الأكرم ، وآل بيته الطاهرين ، ومن بعدهم العلماء الربانيين الذين يتزعمون محور الممانعه بكل فخر وأقتدار .
لصاحب الذكرى العطرة السلام والتحية ، ولخطه المقاوم الدعاء بالسداد والتوفيق ، والثبات على النهج المحمدي الأصيل في مقارعة قوى الشيطان وقرنه البغيض ، وأدواته التي أنبطحت بتطبيع مخزٍ ومذل .
https://telegram.me/buratha