كندي الزهيري ||
يقول الله في محكم كتابة الكريم{ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا{.
ماذا يعني ذلك ؟ يعني الإسلام آيات أخرى يأمر الله تعالى فيها جميع المسلمين بأن يوحدوه عز وجل ، ويفردوه بالعبادة ، ويكونوا حنفاء له مائلين عن الشرك إلى التوحيد.
منذا الازل هناك صراع بين الحق والباطل ،وأساليب الحرب متنوعة لم تقف يوم عند فكر أو مجموعة معينة وستبقى موجودة مع وجود الإنسان.
منذ مجيء خاتم الاديان الرسول محمد ( صل الله عليه وآله) ،نشر اليهود والنصارى فكرة ان إبراهيم كان يهودي ونصراني مستغلين بذلك جهل الناس وعدم درايتهم ، فجاء النبي الاكرم ليقول لهم ، ان ابراهيم كان مسلم ،وان التاريخ اليهودي والنصراني جاء بعد إبراهيم بمدة بعيدة جدا ، فكيف كان إبراهيم عليه السلام يدين بشرائعكم إذا كان موجود قبلكم ؟ فسقط ادعاء كل منهما .
التحول الصراع بالنيابة عن اليهود والنصارى من خلال السقيفة وإقصاء دور آل البيت عليهم السلام من ثم خلافة معاوية وابنه من ثم دعم الخلافة العباسية التي كانت اشد على آل البيت عليهم السلام من الخلافة الأموية.
فمارسوا الاضطهاد الديني ضد آل البيت عليهم السلام واتباعهم .
ويستمر الصراع ويستمر اليهود والغرب بدعم كل حركة تقوم على أساس الفكر الغربي لضرب الاسلام المحمدي الأصيل. ولتتم العملية الممنهجة في محاربة الدين السلامي والتضيق عليه صنعوا اعلام وارهاب يسوق الحركات المنحرفة على انها الوجه الحقيقي للإسلام؟! ، هذه الحراك اعطت ذرائع للغرب وامريكا عبر مؤسسات بالتدخل ومصادرة كل حقوق الدول الإسلامية .
لكن الغرب يعلم بأن هناك امة حقيقية لا زالت متمسكة بدين محمد ( صل الله عليه وآله) ترفض الذل والهوان أو التبعية الأمريكي وللصهاينة . اصبحت رقم قوي جدا ويصعب تجاهله ، يصنعوا حرب عسى ان يكسر هذا الرقم لكن شاء الله ان يصبح الشيعة قوة تتجه نحوا القمة لتصبح رقم واحد.
بعد الصراع بين الشيعة والصهاينة ،وبعد اتجاه الاعراب إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني تشعر اسرائيل بالنقص الانه لا تطبيع ولا نصر ما لم يخضع العراق إلى تلك المعادلة الدولية.
وهذا لا يحصل إلا إذا خضع الشيعة الذين لا يأتمرون بأوامر الحكومات انما يتامرون فقط بأمر المرجعية العليا التي تتمثل اليوم بسماحة المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني، ومن هنا جاءت الأمر للتفاوض بشكل مباشر لكن تحت مسمى ( السلام ) أو ما يطلق عليه ( البراهيمي) وعبر البابا الفاتيكان وأن رجعنا إلى التاريخ قليلا لوجدنا بأن دور الكنيسة والبابا قد انتهى منذا ضهور حركة "البروتستانتية " مع ضهور الحركة النهضة في اوربا بفعل اليهود للتحول المؤسسة الدنيا المسيحية إلى اداة بيد الصهاينة ، فتحول قسم الاكبر من النصارى إلى التورات تحت مسمى ( النصارى التورات) الذين ينظرون بأن حلم المسيح لا يتحقق إلا بدعم الصهاينة .
ليأتي البابا إلى النجف الاشرف عاصمة العالم الحر والنقي ،مع تنصت كل مخابرات والاعلام والاجهزة الاستخباراتية والحكومات ،على الحوار الدائر عسى ان يجدو حرف أو كلمة تخرج من النجف الاشرف ، يستخدمونها في تحقيق حلمهم من النيل إلى الفرات! لكن النجف تقول كلمتها ب"لاءات" وتحبط مشروعهم 《 لا للحصار- لا للعنف - لا للظلم - لا للفقر - لا لكبت الحريات الدينية - لا لغياب العدالة الاجتماعية- لا للتطبيع 《
وهذا يعني أن من ينتمون لك يعملون كل هذه ،وان حربكم على الشعوب ما هي إلا حرب ظالمة ، ان كنتم تريدون السلام اتركوا الشعوب تعيش بحرية ولا تتدخلوا في شانها ؛
ليقوم البابا بخطوة اخرى و يحمل صورة المشروع القادم به وهو اطلاق الديانة( الإبراهيمية ) لكون إبراهيم اب للمسلمين واليهود والنصارى، ما معناه فلنجتمع جميعنا ونتوحد تحت عنوان جديد اسمه الديانة الإبراهيمية، ومن هنا إذا حدثت موافقة يكون بصورة جميلة يخدم بها البابا المشروع الغربي ويحمل صورة التطبيع فلا يبقى حجة الاحد على الرفض ، نعم ممكن كسب السياسيين لكن لا يمكن الكسب المرجعية لكونها تعمل بأمرة آل البيت عليهم السلام ولا تحيد أو تبدل هذا المسار أبدا.
ما هو الهدف من هذه الدعوة :
1 ـ تضعيف الدين السلامي والرسالة المحمدية.
2 ـ تعد باب من ابواب التطبيع مع الكيان الصهيوني.
٣ ـ جعل الدين واحد لكن بيد الصهاينة، ونسف معتقداته الدين السلامي.
٤ ـ كسر المقاومة لكونها لم تعد لها مبرر اذ ما طبق هذا المشروع.
٥ ـ التسويق لدين جديد، من خلاله يتم التسويق السياسة الصهيونية.
لماذا جاءوا إلى النجف ؟
١ ـ ان التوحد الشيعي والاعتدال والوسطية مصدر قوة عالمية يصعب كسرها .
٢ ـ وجود قوة عقائدية تعود إلى جذور وشجرة ثابتة ومتنامية تأتي اكولها كل حين.
٣ ـ تنامي دور الشيعة عسكريا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا في المنطقة شرق الأوسط أو ما نحب ان نطلق عليه ( الشرق السلامي)
٤ ـ فشل كل المحاولات التي كانت تهدف إلى زعزعة الاستقرار ووجود النجف الاشرف والمرجعية .
٥ ـ ثبتت بأن المرجعية تمثل السلام الحقيقي وقوة اتباعها من قوتها.
٦ ـ لا يمكن أن يتحقق شيء في العالم من دون موافقة المرجعية الإسلامية في النجف الاشرف.
٧ ـ اعتراف يهدم كل صور التشويش ، ليعلن بأن الصورة الحقيقية للعالم الإسلامي هي النجف.
٨ ـ ان المستقبل يبدا من النجف الاشرف إلى العالم اجمع .
٩ ـ فشل المحاولات الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية التي كانت موجهة ضد الإسلام.
١٠ ـ الشعور بأن هناك نظام عالمي يولد من ارض الرافدين.
موقف المرجعية العليا:
١ ـ الموقف الثابت والتأكيد على ثوابت الأمة ونظرتها إلى العالم .
٢ ـ الموقف من الاستكبار العالمي من خلال لاءات السبع.
٣ ـ ارجاع الامة الاسلامية إلى الطريق الصحيح وحقها في المقاومة ونبذ العنف.
٤ ـ الدفاع عن المظلومين في العالم .
٥ ـ توجيه انظار الامة إلى القضية المركزية وهي فلسطين.
٦ ـ تحديد مصدر الخطر بشكل مباشر وجعل البوصلة في الطريق الصحيح.
٧ ـ مبادئنا ثابتة وغير قابله للتجزئة أو التبديل.
رسالة الى الداخل العراقي :
١ ـ أنتم اهل المستقبل بتوحدكم ستصلون إلى ذلك.
٢ ـ سيتجاوز العراق محنته بوقت غير بعيد، بشرط التكاتف حتى يرفع الحيف والظلم.
٣ ـ كل الأديان والمذاهب والطوائف تعيش تحت خيمة واحدة هي خيمة العراق ولا فرق بين أحد.
٤ ـ المرجعية العليا لا تمثل طائفة أو فئة معينة من الشعب انما تمثل الشعب العراقي كافة ولا تفرق بين أحد .
استنتاج :
١ ـ فشل في استغلال الاعداء الزيارة لصالحهم .
٢ ـ عدم المساومة على حساب الحق.
٣ ـ ان سماحة المرجع الاعلى واثق من دور محور المقاومة الذي يسطر اروع الانتصارات ضد الشر والشيطان.
٤ ـ المرجعية واحدة وليست منقسمة، كما يصورها الاخرين من اتباع الهوى والكذب.
٥ ـ أصبح محور المقاومة في نفس عالي ورفع سقف التحديات المواجهة .
٦ ـ ان الفتوى ممكن ان تتكرر ،لكن هذه المرة هناك جيوش كاملة مدربة ولديها العدة والعدد والجهوزية الكاملة التي تمكنها من النصر بسرعة كبيرة.
https://telegram.me/buratha