زيد الحسن ||
الطرگاعه نسمع اليوم الكثير من يقول { طرگاعه سوده وگعت على راسك } أو{ طرگاعه وگعت على روسنا } ونفهم من ذلك أنها مصيبة ، وطرگاعه لفظة شائعة في وقتنا الحاضر باللهجة العامية تقال عندما يقوم شخص ما بالدعاء على شخص آخر يمقته ، وقد يحصل الفعل بالصدفة أو لا يحصل ، ولمعرفة أصل معنى كلمة طرگاعة التي ورثناها عن الأجداد والآباء والشائعة لحد وقتنا الحاضر ورد ما يلي الطرگاعة : هي الصاعقة المصحوبة ببرق مع صوت قوي جدا مع غيوم سوداء ممطرة مطراً غزيراً ترافقها عواصف شديدة تقلع الأشجار وسقوف البيوت الطينية ، وعادة ما تكون غيومها سوداء تحجب الشمس ، الطرگاعة : ممكن أن تكون هي طرگاعه على أساس أخذت تسميتها من وقوع الصاعقة من السماء على الأرض وتسمى ( طراگيع ) بالجمع .
بعد ان ملأ اليأس باحة صدري ، واعتلى القنوط جبيني ، و لوى لي الحاجب تعجباً ، اصبحت لا انتظر خبراً يسرني من الحكومة و رغم ذلك مازلت مستمراً على تتبع الاخبار وما يحصل للبلد مقهوراً مزموماً للشفاه ، مفرقعاً للاصابع حنقاً و فقداً للامل ، لكن صك مسمعي خبراً حكومياً رسمياً اطلقته وزارة التجارة على لسان الوزير ، فيه الخلاص لكل موجوع ، وفيه تشخيص للعلة ، وفيه الحل الامثل لعذابات الانسان العراقي ، الخبر سيخرس الالسنة التي تتكلم عن ملفات الفساد ، وسوف تطوى صفحات تدمير العراق ، وتشفى كل الجراحات ، نعم انها البشرى الكبيرة التي لم ينتبه لها الكثير من الناس ، وقد تكون الحادث الجلل الذي سيهز عروش العالم الطامع بالعراق .
اعتذر انني اطلت عليكم و التمس منكم العذر ، فأن هذا الخبر مفرح لدرجة انني فقدت صوابي وغير مصدق لما سمعت ، ايها الاحبة لقد قررت وزارة التجارة توزيع مادة ( الملح ) ضمن مفردات البطاقة التموينية لشهر رمضان المبارك ، وهذا الملح سيكون على مائدة افطار كل فقير بدون استثناء ، وسيكتب هذا اليوم بماء الذهب ، فمبارك لنا هذه المكرمة من قادتنا مع شكرنا الكبير لهم .
عجيب امر ساستنا الهذه الدرجة يستخفون بجوعنا وبعقولنا ؟ الشعب يتضور جوعاً وهم يعيشون في عالم اخر عالم وردي ، ام انهم اصبحوا يصدقون كذبهم علينا ؟ لقد احترت في وصفهم ، قرارات متخبطة في فرض حظراً للتجوال لنصف الاسبوع وكانه قرار اعدام لما تبقى من همة الكادح لنيل قوته اليومي ، وجعل الاحباط مصيره ، غلق تام لكل مصادر الرزق للانسان البسيط نتيجة ارتفاع صرف سعر الدولار الذي هو لديهم ، والشعب يكابد ويلات ارتفاعه ، لا محاسبة لبرلمان على قرار ، ولا ذمة لمشرع هذا القرار .
الان ساجد محملاً حسناً لقرار حكومة الملح ، انها تعتقد ايها السادة ان الملح زاد الفقراء الاتقياء ، الورعون الزاهدون عن ملذات الدنيا ، الملح هو المطهر للجراح ، الحافظ للاطعمة من الفساد ، لكن بشرط ان لايكون الملح ( فاسد ) .
فيا رجال السياسة يا ملح البلد
من يصلح الملح اذا الملح فسد ،
( عمي طرگاعتنا چبيره ).
https://telegram.me/buratha