المقالات

من يصلح الملح إذا الملح فسد ؟!

2007 2021-03-13

 

زيد الحسن ||

 

الطرگاعه نسمع اليوم الكثير من يقول { طرگاعه سوده وگعت على راسك } أو{ طرگاعه وگعت على روسنا } ونفهم من ذلك أنها مصيبة ، وطرگاعه لفظة شائعة في وقتنا الحاضر باللهجة العامية تقال عندما يقوم شخص ما بالدعاء على شخص آخر يمقته ، وقد يحصل الفعل بالصدفة أو لا يحصل ، ولمعرفة أصل معنى كلمة طرگاعة التي ورثناها عن الأجداد والآباء والشائعة لحد وقتنا الحاضر ورد ما يلي الطرگاعة : هي الصاعقة المصحوبة ببرق مع صوت قوي جدا  مع غيوم سوداء ممطرة مطراً غزيراً ترافقها عواصف شديدة تقلع الأشجار وسقوف البيوت الطينية  ، وعادة ما تكون غيومها سوداء تحجب الشمس ، الطرگاعة : ممكن أن تكون هي طرگاعه على أساس أخذت تسميتها من وقوع الصاعقة من السماء على الأرض وتسمى ( طراگيع ) بالجمع .

بعد ان ملأ اليأس باحة صدري ، واعتلى القنوط جبيني ، و لوى لي الحاجب تعجباً ، اصبحت لا انتظر خبراً يسرني من الحكومة و رغم ذلك مازلت مستمراً على تتبع الاخبار وما يحصل للبلد مقهوراً مزموماً للشفاه ، مفرقعاً للاصابع حنقاً و فقداً للامل ، لكن صك مسمعي خبراً حكومياً رسمياً اطلقته وزارة التجارة على لسان الوزير ، فيه الخلاص لكل موجوع ، وفيه تشخيص للعلة ، وفيه الحل الامثل لعذابات الانسان العراقي ، الخبر سيخرس الالسنة التي تتكلم عن ملفات الفساد ، وسوف تطوى صفحات تدمير العراق ، وتشفى كل الجراحات ، نعم انها البشرى الكبيرة التي لم ينتبه لها الكثير من الناس ، وقد تكون الحادث الجلل الذي سيهز عروش العالم الطامع بالعراق .

اعتذر انني اطلت عليكم و التمس منكم العذر ، فأن هذا الخبر مفرح لدرجة انني فقدت صوابي وغير مصدق لما سمعت ، ايها الاحبة لقد قررت وزارة التجارة توزيع مادة ( الملح ) ضمن مفردات البطاقة التموينية لشهر رمضان المبارك ، وهذا الملح سيكون على مائدة افطار كل فقير بدون استثناء ، وسيكتب هذا اليوم بماء الذهب ، فمبارك لنا هذه المكرمة من قادتنا مع شكرنا الكبير لهم .

عجيب امر ساستنا الهذه الدرجة يستخفون بجوعنا وبعقولنا ؟ الشعب يتضور جوعاً وهم يعيشون في عالم اخر عالم وردي ، ام انهم اصبحوا يصدقون كذبهم علينا ؟ لقد احترت في وصفهم ، قرارات متخبطة في فرض حظراً للتجوال لنصف الاسبوع وكانه قرار اعدام لما تبقى من همة الكادح لنيل قوته اليومي ، وجعل الاحباط مصيره ، غلق تام لكل مصادر الرزق للانسان البسيط نتيجة ارتفاع صرف سعر الدولار الذي هو لديهم ، والشعب يكابد ويلات ارتفاعه ، لا محاسبة لبرلمان على قرار ، ولا ذمة لمشرع هذا القرار .

الان ساجد محملاً حسناً لقرار حكومة الملح ، انها تعتقد ايها السادة ان الملح زاد الفقراء الاتقياء ، الورعون الزاهدون عن ملذات الدنيا ، الملح هو المطهر للجراح ، الحافظ للاطعمة من الفساد ، لكن بشرط ان لايكون الملح ( فاسد ) .

فيا رجال السياسة يا ملح البلد

من يصلح الملح اذا الملح فسد ،

( عمي طرگاعتنا چبيره ).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك