كندي الزهيري ||
عندما تقرأ الأحداث التاريخية والثقافية والاجتماعية، لأي حضارة كانت في الأزمنة السحيقة، ستجد رسم واحد فقط يجمع بين هذه الحضارات ولا يختلف عليه أحد يسمى هذا الرسم بالرسم ( الهرمي)، تتجه الحضارات صعودا حتى تصل إلى القمة أما يطول وقوفها أو تهبط بسرعة كبيرة، وسقوطها بسرعة يتوقف على ( مدى الظلم _ مدى الفساد _ مدى الطغيان) حيث يصبح من الصعب ديمومة هذه الحضارة مهما كان الوقت.
الجميع يشاهد ما مدى الفساد والظلم والشيطنة في الحضارة الشيطان الدموية الأمريكية، ومن خلال المجريات ربما أمس لم يكن بالإمكان طرح هذا السؤال أما اليوم نعتقد من السهل طرح ونقاش هكذا أطروحة وهي ( هل الولايات المتحدة مستعدة للتنازل للصين عن قيادة العالم)!!
نعم هذا أصبح شيء مطروح في كافة المراكز الدراسات العالمية، ويعود ذلك بسبب تفوق الصين والسرعة الصعود إلى القمة أن كانت سياسية أو اقتصادية، ولا يخفى على أحد بأن الصين ذات جذور حضارية أما أمريكا ليس لها أي جذور تجعلها تدوم أو تبقى مهيمنة على العالم. .
خلال الوباء، ضخت الولايات المتحدة تريليونات الدولارات في الاقتصاد من خلال تشغيل مطبعة النقود بكامل طاقتها إضافة إلى ذلك سحب المليارات من دويلات الخليج العربي، وفقا للبيانات الرسمية، الرقم هو 6 تريليون دولار، وأما وفقا لتقديرات مستقلة فيصل إلى تسعة تريليونات. وفي الطريق، حزمة جديدة من جو بايدن، تقارب 2 تريليون دولار. الرئيس الجديد واثق من أن هذه الحوافز ستنشّط الاقتصاد الأمريكي وتساعد على تجاوز الصين قدر الإمكان ! .
بيد أن الاقتصاديين الأمريكيين قبل غيرهم يشككون في قدرة الولايات المتحدة على الصمود في المنافسة مع منافستها الرئيسية. ولن تعينها في ذلك حتى حزمة الحوافز. ستتفوق الصين على الولايات المتحدة من حيث حجم الاقتصاد بالفعل في العام 2028، كما تقول توقعات مؤسسة [بروكينغز]، وهي واحدة من أقدم المؤسسات في ولايات المتحدة الأمريكية.
وكما لاحظ مؤلفو الدراسة، 《 فإن الصين تزاحم الولايات المتحدة بسرعة في جميع المناطق تقريبا》، ففي العام 2020، كانت جمهورية الصين الشعبية الدولة الرئيسية الوحيدة في العالم التي شهدت نموا اقتصادي. ساعد الخروج السريع من عمليات الإغلاق الصين على تجاوز الولايات المتحدة وأصبحت أكبر متلق للاستثمار الأجنبي المباشر في العالم.
وفي الصدد، قال كبير محللي QBF أوليغ بوغدانوف: انخفض الاقتصاد الأمريكي في العام 2020 بنسبة 2. 3%، إلى 20. 9 تريليون دولار، بينما نما الاقتصاد الصيني، بالنسبة نفسها 2. 3%. تتقلص الفجوة بين الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة والصين بنحو تريليون دولار سنويا. مع هذا التفارق في معدلات النمو الاقتصادي، فإن الاقتصاد الصيني قادر على اللحاق بالاقتصاد الأمريكي في السنوات السبع أو الثماني القادمة يعني ذلك أن الاقتصاد الأمريكي سيتجه إلى ترميم الداخل وفسح المجال إلى الاقتصاد الصيني لغزوا العالم أو ان تترك امريكا الاقتصاد الداخلي وهنا ستمزق نفسها بنفسها،
من ناحية أخرى، فإن معدلات نمو الاقتصاد الصيني تتراجع موضوعيا. ومع ذلك، ففي معهد بروكينغز يرون أن معدل نمو متوسطا سيكون كافياً للصين، إنما ستكون هناك حاجة إلى وقت أطول قليلاً. فالصين هي الرائدة في التجارة العالمية، وثاني أكبر اقتصاد مع أربعة أضعاف سكان الولايات المتحدة، ويكفيها أن تنمو بشكل معتدل لتجاوز الولايات المتحدة بحلول 2035-2040. كما كتب الاقتصاديون في استطلاعهم.
■اليوم الإدارة الأمريكية امام ثلاث السيناريوهات وهي:
١_ اما ان تتخلى عن قيادة العالم وهذا وارد حسب المعطيات.
٢_ تبقى منافسة بهذا المستوى وبما فيه من الخطورة ما يمكن تمزيق امريكا وتفتيتها.
٣_ ضرب الصين عسكريا ولو بالشكل الذي يشل اقتصادها على الاقل ١٠ سنوات.
https://telegram.me/buratha