المقالات

الفساد ومكارم الاخلاق

1435 2021-03-16

 

قاسم الغراوي ||

 

ان افساد الاخلاق وتفسخها كان معولا هداما في تقويض صروح الحضارات وانهيار كثير من الدول (واذا اصيب القوم في اخلاقهم فاقم عليهم ماتما وعويلا). فالاخلاق الفاضلة هي التي تحقق في الانسان معاني الانسانية الرفيعة وتحيطه بهالة من الجمال والكمال وشرف النفس والضمير.

وناهيك في عظمة الاخلاق ان النبي محمد (ص) اولاها عناية كبرى وجعلها الهدف والغاية في بعثته ورسالته فقال:(انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق).ان افضل نهج لبناء الاخلاق هو النهج الاسلامي المستمد من القران الكريم واخلاق النبي محمد(ص) واهل البيت واصحابه الذي ازدان بالقصد والاعتدال، واصالة المبدا،وسمو الغاية، وحكمة التوجيه.

ومن الثابت ان لسوء الخلق اثارا سيئه ونتائج خطيرة في تشويه المتصف به وحط كرامته ،مما يجعله عرضة للمقت والازدراء ،وهدفا للنقد والذم ، ومتى ماكان الانسان سيء الخلق ،سولت له نفسه وقادته الى طريق الفساد مبتعدا عن طريق الفضيلة والقيم النبيلة التي تحقق الاطمئنان الروحي ، والذي ينعكس بدوره على العطاء والالتزام بقيم السماء خدمة للمجتمع بجميع مفاصله الحياتية والعملية.

والفساد منبوذ بكافة اشكاله وانواعه،لانه يحطم كل بناء صحيح لمنظومة القيم الانسانية ، فاذا كان بناء الانسان يستغرق دهرا حتى تكتمل قيمه واخلاقياته ،فان السبل المؤدية الى طريق الفساد قد تكون سهلة ومغرية ، ولاتحتاج الى وقت طويل لتحل محل هذه القيم لدى النفوس الضعيفة قال الشاعر :

(متى يبلغ البنيان يوما تمامه..اذ كنت تبنيه وغيرك يهدم).

واصل وجذور الفساد واسسه بانواعه هو الفساد الاخلاقي السلوكي والقيمي ومنه يتولد الفساد المادي ، والفساد الاداري، والفساد بانواعه وجاء  ذكر الفساد في عدد من الايات الشريفة : (ولاتبغ الفساد في الارض ان الله لايحب الفساد)  و (كلوا واشربوا من رزق الله ولاتعثوا في الارض مفسدين )

ولقد كان سيد المرسلين (ص) المثل الاعلى في حسن الخلق ، واستطاع باخلاقه المثالية ان يملك القلوب والعقول  .استحق بذلك ثناء الله بقوله : (وانك لعلى خلق عظيم).

وبالاخلاق والقيم النبيلة تبنى الامم وتتطور وتبقى وتكون (خير امة اخرجت للناس) وهذه الامة هي التي ارادها الله لنا.

قال شوقي : انما الامم الاخلاق مابقيت...فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا .

ان صلاح وخير وعافية الفرد والمجتمع والامة لايكون الا بالنزاهة  والتقوى ومكارم الاخلاق  قال تعالى: (ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ).

وكما تعالج الاجسام المريضه  وتسترد صحتها ونشاطها كذلك تعالج الاخلاق المريضه وتستانف اعتدالها  واستقامتها من خلال المتابعه  وزرع القيم الانسانيه  النبيله فيها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك