🖋️ الشيخ محمد الربيعي ||
[ وَ قِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ]
من الناحية النظرية ، فإن الموازنة يجب أن تتضمن كافة المعاملات المالية للحكومة ، إجمالى الإيرادات التى تحصل ، و المالبغ التى يتم انفاقها ، و الديون التى يجب سدادها ، و الإلتزامات المالية الجديدة و القديمة التي يجب تحملها .
و لا يمكن الحصول على الصورة الكاملة للوضع المالى للحكومة إذا كانت بعض البرامج أو بعض الجهات أو بعض الالتزامات " خارج نطاق الموازنة".
و هناك فرق بين الموازنة و الميزانية ، حيث ان المقصود من الميزانية هي : كافة الإنفاقات التى تمت بالفعل خلال السنة المالية .
السؤال الذي يطرح ما هو سبب تأخير تلك الموازنة ؟
و لماذا لا يتم الاتفاق على بنودها و فقراتها ؟ ، او لماذا لا يأخذ بمقترحات التي يراها الجانب الاخر انها الاصلح لبناء سياسة مالية رصينة ؟
لماذا تختلفوا ؟ ، و متى ستتفقوا ؟
محل الشاهد :
هل يعلموا ان رعاية مصالح الشعب من مقومات نجاح الدولة ، وان عليهم التركيز على عدم التأخير عن القرارات الداخلة في الحاجات الحقيقية للشعب .
الا يعلموا ان رعاية حقوق الامة و الحفاظ عليها من اهم الاعمال قبولا الى الله تبارك و تعالى ، و التي تؤدي الى رضاه ، و يعتبر هذا الامر و صية الاسلام و رسوله الخاتم محمد ( ص ) و وصية امير المؤمنين علي بن ابي طالب ( ع ) ، و الائمة من ال محمد ( ع ) .
اليكم النص الذي اقتطعناه من رسالة الامام علي ( ع ) الى مالك الاشتر ( رض ) عندما ولاه مصر و الذي يبين كيف يتم رعاية احد طبقات الامة :
( ثم الله الله في الطبقة السفلى من الذين لا حيلة لهم من المساكين و المحتاجين اهل البؤس و الزمنى فإن في هذه الطبقة قانعاً و معتراً و احفظ لله ما استحفظك من حقه فيهم و اجعل لهم قسماً من بيت مالك وقسماً من غلات صوافي الإسلام في كل بلد فإن للأقصى منهم مثل الذي للأدنى و كلٌّ قد استرعيتَ حقَّه ولا يشغلنك عنهم بطرٌ فإنك لا تُعذر بتضييعك التافه لإحكامك الكثير المهم .
فلا تشخص همّك عنهم و لا تُصعّر خدَّك لهم و تفقد امور من لا يصل اليك منهم ممن تقتحمه العيون و تحقره الرجال ففرغ لأولئك ثقتك من اهل الخشية و التواضع فليرفع اليك امورهم ثم اعمل فيهم بالإعذار الى الله يوم تلقاهُ فإن هؤلاء من بين الرعية أحوج الى الإنصاف من غيرهم و كلٌّ فأعذر الى الله في تأدية حقّه اليه .
و عهد اهل اليتم و ذوي الرقة في السن ممن لا حيلة له و لا ينصب للمسألة نفسه و ذلك على الولاة ثقيلٌ و الحق كله ثقيل و قد يخففه الله على اقوامٍ طلبوا العاقبة فصبّروا أنفسهم و وثقوا بصدق موعود الله لهم .
و اجعل لذوي الحاجات منك قسماً تفرّغُ لهم فيه شخصك و تجلس لهم مجلساً عاماً فتتواضع فيه لله الذي خلقك و تقعد عنهم جندك و اعوانك من احراسك و شرطك حتى يكلمك متكلمهم غير متتعتع فإني سمعت رسول الله (ص ) يقول في غير موطن لن تقدَّس أمة لا يؤخذ للضعيف فيها حقُّه من القوي غير متتعتع ثم احتمل الخرق منهم والعيَّ ونحِّ عنهم الضيقَ و الأنف يبسُط الله عليك بذلك أكناف رحمته و يوجب لك ثواب طاعته و أعط ما أعطيت هنيئاً و امنع في اجمالٍ و اعذار . )
اننا أشرنا في مقالات سابقة انه من الافضل والخير للدولة و الحاكم و لكل مسؤول ، ان يجعل رسالة الامام علي ( ع ) الى مالك الاشتر ( رض ) و ثيقة يطلع عليها للوصول الى سعادة الدولة و الشعب و الاستقرار الداخلي و الخارجي .
محل الشاهد :
اذن السؤال يطرح نفسه : تأخير اخذ القرار بإعداد موازنة ، هل هو مرضية لله تبارك و تعالى؟
نتمنى من الجميع ان يراجعوا انفسهم ، حيث انكم سيكون لكم موقفا يوم لا ينفع مال و لا بنون و سيتم السؤال عن كل تقصير صدر ، اتجاه ارضا و شعب هم ضمن المخطط الإلهي عاصمة دولة العدل الإلهي ، بقيادة الامام الحجة بن الحسن المهدي ( ع ) .
اللهم احفظ الاسلام و اهله
اللهم احفظ العراق و شعبه
https://telegram.me/buratha