🖋 قاسم سلمان العبودي ||
أعلنت المملكة السعودية عن مبادرة جديدة لأنهاء الصراع الدائر في اليمن منذ ٧ سنوات تقريباً ، ولا لشيء سوى أن اليمن قرر أن يرسم مساراً وطنياً بعيداً عن التدخلات الأقليمية في الشأن الداخلي اليمني .
فما الذي حصل بعد سنوات سبع من الحرب والحصار بتلك الآلة الحربية المتوحشة التي لم تترك شبراً واحداً من أرض اليمن ألا وقد حولته الى ركام ؟
نعتقد أن المراهنة الكبرى لدى حكام السعودية كانت تبنى على مفهوم تحطيم الأنسان اليمني نفسياً من خلال الأستهداف المباشر لحياته ومرتكزاته ، ومن ثم الذهاب به الى الى حيث تريد . لكن الذي حصل لم يكن بحسابات تلك القيادة التي تم أستغفالها من قبل دوائر الأستكبار العالمي التي دفعت بحكام السعودية والأمارات الى حرب أنابه عن تلك الدوائر المستكبره ، والتي وضعت خطوط المعركة ودعمتها بكل أستهتار .
المتابع للشأن اليمني وحربها الضروس ، يجد أن ستراتيجية المعركة قد تغيرت ومنذ سنوات الحرب الأولى بعدما أدركت السعودية والأمارات أنها قد أوغلت في رمال متحركة ومن الصعوبة الخروج منها بغير خسارة كبرى . على مدى السنوات السبع باعت السعودية والأمارات كثير من أحتياطياتها النقدية الثابته لتمويل المعركة التي بدأو أستشعار خسارتها أمام الصلابة اليمنية ، فسوق الأستثمار الأمارتي شبه متوقف ، وأسهم التداول السعودي تتهاوى يوماً بعد آخر .
يبدو أن القفز من القارب الغريق بات الحل الأقرب للقوات السعودية والأماراتية ، والتي أعلنت الأخيرة أنسحابها من خط المواجهة ، تاركة شريكتها الكبرى بخوض غمار حرب خاسرة .
أستطاع السلاح اليمني المملوء عقيدة وأصرار بالوصول الى قلب المملكة السعودية ، ودك معاقل القيادة السعودية ، وشريانها التمويلي ( أرامكو ) في سابقة لم تعهدها القوات الغازية لليمن . لذا بات الصراخ السعودي يعلو شيئاً فشيئا لأسماع واشنطن التي بدأت سياستها تأخذ منحاً آخر غير تلك السياسة ( الترامبية ) التي دفعت بالمملكة الى تلك الحرب القذرة .
المبادرة السعودية اليوم تحمل خبث قائلها . فأنها من جهة محاولة لتفتيت الجبهة الداخلية لمحور المقاومة وأسكات أحد أجنحتها الباسلة ، وذلك من خلال رمي التهم جزافاً على الجمهورية الأسلامية بأعتبارها داعمه للشعب اليمني ، في محاولة منها لأيهام الرأي العام العالمي أتجاه أيران ، وكأن العالم مؤيداً لسياسة الجمهورية الأسلامية ، ولم يقف بالضد منها على مدى قرابة الأربعين عاماً .
ومن جهة أخرى تحمل المبادرة وجهة نظر حكام المملكة لأحتواء الرأي العام السعودي الذي بدأ يعي عدم جدية تلك الحرب ، والتي تسببت بهدر مليارات الدولارات لأدامة زخم المعركة ، وتبيان وداعة النظام الذي يحاول طرح المبادرة تلو الأخرى من أجل أحلال السلام ، وكأنهم حمامات سلام حقيقيون .
لقد بات للقاصي والداني أستهتار حكام السعودية بعدم أحترامهم للأنسان ، بعد فضيحة تقطيع المعارض السعودي خاشقجي ، وبعد أثارة بايدن موضوع حقوق الأنسان داخل المملكة ، وبعد السياسة الفجه لصبي السياسة محمد أبن سلمان الذي تعامل بأزمة تلو الأخرى في الداخل السعودي من خلال أعتقال بعض أبناء العائلة المالكة ، وتهميش بعض شرائح المجتمع السعودي ، من خلال التعامل الطائفي مع المكون الشيعي ، وأعدام رموز التشيع السعودي ، أرادت أن تغير من سياستها ، بتلميع صورتها التي باتت قاتمة جداً على مستوى العالم كله . اليوم بات الأقتدار اليمني ، هو من يتحكم بالمشهد ، وهو من يتمكن من المبادرة ، وليس آل سعود حتى وأن نعق وزير خارجيتها بمبادرته التي لا أعتقد سوف يكون لها سوق رائج في صنعاء .
أذ كان حكام السعودية جادون بمبادرة السلام ، عليهم التوقف فوراً عن أستهداف اليمنين في المدن الآمنه. وأنسحاب قواتها ومرتزقتها من الداخل اليمني وفك الحصار عن الموانيء اليمنية والمطارات ، وترك الشعب اليمني يقرر مصلحة بلاده ، وألا بأعتقادنا ، أن سلاح قادر ، والمسيرات اليمنية هي من سيرسم ملامح الأيام القادمة وسيبطل المبادرات الخجلى التي تحاول حفظ ماء الوجه السعودي الذي لفحته حرارة الصواريخ اليمنية وأحالته الى سواد كالح.
https://telegram.me/buratha