🖋 قاسم سلمان العبودي ||
عندما كان الرئيس اليمني السابق علي عبد صالح يقضي لياليه الحمراء مع طاغية العصر الهالك صدام حسين ، في زياراته المكوكية الى بغداد ، كان توجه مملكة آل سعود الى دعم أقتصاد اليمن من خلال أستقدام العمالة اليمنية فقط . وكانت تلك العمالة مشروطه من مكون واحد لا غير . طبعاً ذلك كله ليس حباً بالشعب اليمني ، بل لحمل السلطة اليمنية وقتذاك للجم الشعب اليمني ومنعه من التفاعل مع معطيات الثورة الأسلامية المباركة في أيران ، وخصوصاً بعد العدوان العراقي الغاشم على أراضي أيران وأحتلالها تحت مسميات البوابة الشرقية تاره ، وعودة الجزر العربية تارة أخرى ، وكل ذلك حصل بضوء أخضر من واشنطن التي حاولت الثأر من الأمام الخميني ( رض ) وثورته المباركة التي غيرت وجه التأريخ و منطقة الشرق الأوسط بأكمله .
لم نسمع عن أستثمار سعودي هناك للشعب اليمني ، أو منحه مالية على غرار المنح التي أستحوذ عليها ترامب وأبنته أيفانكا في أكبر عملية حلب للضرع السعودي . بل على العكس حاول حكام الرياض توريط الحكومة اليمنية ورئيسها علي عبد الله صالح بما أطلق عليه مجلس التعاون العربي ، الذي كان يضم الى جانب اليمن العراق والأردن ومصر ، والذي فشل بعد أحتلال صدام للكويت عام ١٩٩٠ ، ومحاولته أقتحام الحدود السعودية في مدينة الخفجي النفطية .
كل تلك المؤامرات التي حاكها حكام آل سعود كانت تنطلق من محور رئيسي ، هو قتل الجذوة المتقده في صدر الشعب اليمني الذي له موعد مع أحداث كونية كبيره قادمة مشتركة مع الجمهورية الأسلامية الأيرانية وجمهورية العراق ، و التي من المؤمل أن تكون ساحة الحدث الكوني الكبير الذي تنتظره شعوب الأرض بأكملها لأحداث تغييرات هائلة جداً .
أذن نخلص الى نتيجة ، أن دائرة التحرك المعادي بأتجاه اليمن وشعبها ، أنما قام به بنو سعود بناءاً على توجيه أسرائيلي أمريكي ، لغربلة خط الصد الأول للمؤامرات التي حيكت تباعاً على هذا الشعب المستضعف ، ووأد شرارة الأنطلاق الأولى فيما أذا حدث التغيير الكوني المرتقب . وقد تجلى ذلك واضحاً بأستهداف الشعب اليمني وأستنزافه من خلال زج القوات السعودية والأماراتية وبعض الدول العربية مثل الأردن ومصر والسودان في سبيل الأطاحة بالتغيير الذي أحدثه شباب الثورة في يمن الصمود .
اليوم بات خندق المقاومة اليمني أشد عوداً وأصلب من جميع تلك الجحافل المرتزقة ، وقد قلب المعادلة العسكرية رأساً على عقب بأحداث تغييرات ستراتيجية وعسكرية كبيره جداً من خلال الوصول الى العمق السعودي ، مما جعل آل سعود تستغيث أكثر من مره ومن خلال وساطات خليجية متعدده لأقناع قادة الجمهورية الأسلامية من أجل التدخل للضغط على الشباب اليمني في محاولة لفك الحصار الناري الذي بدأ يضيء سماء العاصمة الرياض .
نعتقد أن المبادرة الأخيرة التي أعلن عنها وزير خارجية السعودية والتي وصفت بحسب بعض المحللين السياسيين بأنها قنبلة دخانية للهروب من الساحه اليمنية ، التي تراصفت بشكل ملفت للنظر . وفق هذه المعطيات والأحداثيات أعتقد أن العبور على منجزات الشعب اليمني بالتصدي لكل تلك المؤامرات ، بات صعباً جداً على حكام الرياض وتل أبيب في تمريرها .
https://telegram.me/buratha