منهل عبد الأمير المرشدي||
أصبح المواطن العراقي أسيرا لحالة الشعور بالخيبة والخذلان بعدما انحسرت آفاق التغيير أو الخلاص من سباق اللصوص المتمثلة بالكتل السياسية بعدما تحولت الفوضى إلى بديهة معتادة والفساد إلى مؤسسة ودولة وحيتان الفساد والفاسدين إلى فراعنة وسلاطين من أصحاب الفخامة والسيادة والمعالي.
من يتابع سير الحراك السياسي في العراق وطبيعة الخطاب الفوضوي ومساحة النفاق التي تؤطر وجوه القوم في مجلس النواب والحكومة والرئاسات يدرك جيدا أن الخلاص منهم أمر ليس بالهيّن وأن وضع المواطن العراقي أصبح مصداقا لحالة الحاج سرحان الذي تجاوز عمره السبعين عاما وهو يشكو بؤس الحياة مع زوجته فرعونة التي مضى على زواجه منها أكثر من أربعين سنة دون أن يرتاح يوما حيث يعاني منها فهي سليطة اللسان كثيرة المشاكل حتى إنه لا يستطيع طلاقها كونه سجّل البيت وكل ما يملك باسمها لعلها تصلح وتقنع من دون جدوى فقرر أن يهرب منها بأي وسيلة كانت حتى لو كانت دخول السجن .
بعد ليلة من التفكير العميق في ظل الرعب الذي يعيشه سرحان في أحضان الدولة العميقة توصل إلى فكرة التورط بتهمة سرقة أحد المصارف لعلهم يسجنونه ويرتاح من زوجته فرعونة .
توجه إلى أحد البنوك القريبة من بيته وحال دخوله المصرف توجه إلى أمين الصندوق وسلّمه ورقة مكتوباً فيها: ( أعطني كل ما موجود أمامك من النقود بدون نقاش فأني أحمل مسدسا ولا تدفعني لقتلك ) .
اِستجاب الموظف على الفور وجمع خمسين مليون دينار من الأوراق النقدية وسلمها له .
استلم سرحان النقود وذهب إلى صالة الانتظار في المصرف وجلس مع الناس متعمدا لحين حضور الشرطة .
تماما وكما خطط وتوقع وصلت الشرطة بعد دقيقة واحدة وألقوا القبض عليه بتهمة السطو المسلح واقتادوه إلى التوقيف حيث لم يبقَ كثيرا هناك حتى تم عرضه على القاضي .
لاحظ القاضي أن سرحان يتحدث بصعوبة ويبدو عليه الاصفرار فبعثه إلى الطبيب للفحص فتبين أنه يعاني من عجز في القلب إضافة إلى مرض السكري فضلا عن كونه كبيرا في السن. فقرر القاضي وانطلاقا من الجانب الإنساني حبسه خمس سنين في بيته وبإشراف زوجته فرعونة .
https://telegram.me/buratha