صبيح المرياني * ||
عندما يخبرنا الإعلام الامني بواحد من اهم وأحدث وأخطر نشاط له خلال الأيام القليلة الماضية والذي تمثل بضبط سبعة ملايين حبة مخدرة و 9 كيلوغرامات من مادة الكريستال غربي الأنبار ، وبالتحديد في قضاء الرطبة الحدودي ، وهي شحنة كانت قادمة عبر شاحنة من الاردن وقد تم ضبطها من قبل القوة المشتركة من فرقة المشاة الاولى بالجيش العراقي بالتعاون مع مكافحة الإجرام في قضاء الرطبة فإن هذا الحدث الخطير يشير إلى أمرين مهمين : الاول وهو ما نأمل استمراره بالمستوى نفسه بل اعلى وافضل ، وهو الوعي الامني العالي والقدرة على المباغتة ومنع حدوث الجريمة قبل وقوعها ، والامر الثاني هو أن ثمة مافيات دولية تقف خلف هذه الجريمة كون الشحنة قد دخلت من منفذ طريبيل الحدودي مع الجارة الاردن والتي كان من المفترض أن يلتفت الجانب الاردني الى هذه الكميات الكبيرة التي تم إدخالها الى العراق عن طريق هذا المنفذ ، وضرورة إشعار الجهات المعنية لدى الجارة الاردن بأهمية ضبط الحدود سيما وأن الكميات التي دخلت ليست بالقليلة ، وليس ببعيد عن هذا الأمر فجهاز الأمن الوطني كان قد اعلن في العاشر من شهر آيار الجاري تفكيك شبكة من تجار المواد المخدرة مؤلفة من 9 افراد في محافظة البصرة وضبطت بحوزتهم (1100) حبة مخدرة وكذلك كميات من مادة الكريستال وادوات التعاطي ، بالإضافة الى اسلحة متنوعة ورمانات يدوية ، وهنا لابد من الاشارة الى أمر مهم يتعلق بالكميات المضبوطة من المواد المخدرة خلال هذا الشهر فقط ، فهذا يعني أن هناك طلبا كبيرا من قبل التجار والمتعاطين لهذه المواد ما يضع على عاتق الجهات المعنية في مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية سواء في الداخلية او الأمن الوطني او جهاز المخابرات الوطني مسؤولية مضاعفة بأن تبذل جهدا استثنائيا إضافة الى الجهد المميز الذي تبذله في التعامل مع هذه الآفة الخطيرة المدمرة للمجتمع سيما شريحة الشباب منهم وضرورة أن يتم العمل من قبل الحكومة على دعم هذه المؤسسات الامنية بالعدة والعدد من ذوي الخبرة المدربين في مجال مكافحة المخدرات ، وعلينا كذلك أن لا نغفل دور المواطن الشريك في صناعة الاستقرار الامني في البلاد من خلال الإبلاغ عن الحالات المشبوهة التي لا ترصدها عيون المعنين في الجهات الامنية.
* باحث واعلامي
https://telegram.me/buratha