المقالات

تخفيض قيمة الدينار العراقي.. تدمير لاقتصاد البلد!


 

علي فضل الله ||

 

وفق الحسابات العلمية الاقتصادية البسيطة وخصوصا (في الدول النامية على وجه التحديد) أن العلاقة بين تخفيض قيمة العملة والحد من عجز الميزان التجاري وتحفيز الاقتصاد الوطني ليست علاقة آلية، وإنما علاقة مشروطة بعوامل ومحددات عديدة.

وهنالك أجراءات يجب ان تتخذ قبل الذهاب لهذا المنعطف الاقتصادي الخطير وما له من تداعيات كارثية في حال عدم وجود تلك الاجراءات الاحترازية والوقائية وعلى كافة المستويات والتي تهم حياة المواطن البسيط، بالإضافة لوجوب توفر عوامل أساسية عدة، أهمها عاملان يعدان من أهم العوامل التي تحدد فعالية أي سياسة صرف قائمة على تخفيض قيمة العملة (أجراء أرادي نتخذه الحكومات من تلقاء نفسها وهو عكس إنخفاض قيمة العملة المحلية)هما:

أولا"- مدى قدرة الآلة الإنتاجية الوطنية وشركات البنى التحتية المحلية(تكنولوجيا وماليا وبشريا) على تصنيع السلع المستوردة من الخارج بجودة مماثلة أو معقولة وأسعار منافسة، وإحلال منتجات وطنية مكانها. وهذا ما فعلته ايران عالجت الانخفاض وليس التخفيض لعملتها فهو خارج عن ارادتها نتيجة العرض والطلب الدولي والحصار المفروض عليها الان المواطن الايراني ينعم بحياة طيبة على كافة المستويات.

ثانيا"- أمكانية تحقيق توازن سعري للصادرات والواردات، بمعنى مدى تجاوب الطلب على الصادرات والواردات مع تغير الأسعار الناتج عن تخفيض قيمة العملة... وهذان العاملان المهمان لا تملكه الحكومة العراقية ولم تهيأ لهما من حيث التخطيط والعدة.

أن العراق لا يملك زراعة حقيقية او صناعة متطورة تستطيع ان توفر الحد الادنى من الحاجات الاساسية الغذائية والطبية.. اذا فأن هذه العملية الغرض منها هو تحطيم هذين القطاعيين الاساسين الزراعة والصناعة بالكامل.. فالعراق يعتاش على الاستيراد وحتى قطاعي الزراعة والصناعة فإن البذور والسماد وبعض المواد الاساسية مستوردة وكذا الحال للصناعة فإنها تعتمد بالكامل على مواد اولية من الخارج، وهذا يعني إن المنتج الوطني سيكون اغلى من المستورد في ظل اعفاءات كمركية وخصوصا للاردن 350 منتج..

فتصوروا العراق بعد سنة يعتاش على المستورد بكل شيء.. وتصوروا الحال للشعب، في ظل أقتصادي ريعي يرتكز على النفط واسعاره المتذبذبة في تعظيم موارده المالية والاقتصادية، وإن البلد بنفس الوقت لا يملك أمن غذائي أو صناعي.. يرافقه إنخفاض لقيمة الدينار التي سوف تستمر بتدني قيمته أمام العملات الاجنبية.

ان هذا الاجراء جاء لتدمير اقتصاد البلد بالكامل، وهي مؤامرة وانصياع لسياسات صندوق النهب الدولي وتغطية لسرقات الساسة..

العراق ليس فقير وانما ساسته فاسدون سراق

كان الاولى بوزير المالية ووزير التخطيط وبالتعاون مع رئيس مجلس الوزراء ان يقدموا ورقة اصلاحية حقيقة

تناقش؛

وجوب تخفيض الامتيازات الفاحشة للرئاسات الثلاث والدرجات الخاصة.

إلغاء الرواتب التقاعدية لكل الحكومات السابقة.

وضع أستراتيجية لأستعادة الأموال المنهوبة من قبل الساسة.

ان يتم معالجة الترهل الحكومي ومناقشة امر الوزارات والشركات الخاسرة بتعمد منذ 2003 والوقوف على أسباب ذلك وإنتاج حلول حقيقة لها.

ان يتم الاستفادة من الجهد الهندسي والفني للوزارات لاعادة بناء واعمار البنى التحتية.. بدل من تحول كثير من الوزارات ودوائرها قطاعات أستهلاكية تعاني من بطالة مقنعة بالوظيفة.

ان يتم وضع استراتيجية لاعادة بناء قطاعي الزراعة والصناعة..

ان يتم مسائلة حكومة اقليم كوردستان عن واردات الاقليم التي لم تسلم منذ 2003.

وان ارتفاع سعر النفط كان سببا في بحبوحة الاستقرار المالي الهش.. وأيضا" سببا" لتراجع الحكومة عن تخفيض رواتب الموظفين.. وهو أجراء وقتي قابل للعودة مع أي تخفيض لاسعار النفط.

اما اصرار سائرون ووزير المالية فهو غير مبرر وستكون له اثار وخيمة في ارتفاع نسبة الفقر والبطالة وسلبا لارتفاع مستوى الجريمة {خاف هي قليلة الان}

ومن يبرر هذازالاجراء القاتل من عامة الناس فهو اما مؤدلج او جاهل بهذا الانتحار المالي والاقتصادي

وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك