محمد علي السلطاني ||
· خارطة السلام والعدل في بيان المرجعية .. ج/٣
·
لقد كانت ولازالت فلسطين هي القضية المركزية الاولى للشعوب العربية والإسلامية ، فمنذ احتلال فلسطين في العام ١٩٤٨م ،على اثر اعلان وعد بالفور المشؤوم، الذي اعطى للصهيونية الضوء الأخضر لستباحة فلسطين واحتلال اراضيها، لإقامة دولتهم اللقيطة على تراب تلك الارض المقدسة المغصوبة ، منذ ذلك الحين، وقطعان الصهاينة تتدفق الى فلسطين من كل حدب وصوب، أستيلاء على المنازل واحتلال المزارع والقرى والمدن بمعونة الة الحرب الصهيونية، بالمقابل يجبر الشعب الفلسطيني الاعزل تحت تهديد تلك القوة الغاشمة وجعجعة السلاح والقتل على هجر اراضيه ، فكانت تلك الهجرات وعمليات النزوح من اكبر جرائم الابادة الجماعية في العصر الحديث، بمباركة الدول العظمى التي تتبجح زيفأ بالقيم الانسانية وحماية حقوق الانسان .
لقد ذاق الشعب الفلسطيني وعلى مدى عقود من الزمن شتى اصناف الظلم والقهر والعنف والحصار، وتحول الكيان الغاصب الى بؤرة لتدمير وزعزعة امن واستقرار دول وشعوب المنطقة، من خلال دعم وتمكين حفنة من الحكام العملاء والخونة، نجحت إسرائيل في تسليطهم على مقدرات الامة ، ليكونوا بالتالي اداة للكيان الغاصب لتسويف القضية الفلسطينية ومصادرة ارادة الامة التواقة لتحرير فلسطين ، بالتالي تتوفر المناخات الملائمة لأعلان التطبيع ! وهذا مااقدم علية بالفعل عملاء إسرائيل في الخليج .
لقد عبر موقف المرجعية في بيانها عن ضمير الامة، وارادتها وموقفها الشرعي والاخلاقي تجاه القضية الفلسطينية بكل وضوح ، وكان هذا الموقف هو الصوت المدوي الذي صم اذان المطبعين وخيب آمال المستعمرين ! ليعلن للتاريخ وأمام اعلى سلطة روحية مسيحية في العالم، ان فلسطين ارض محتلة من قبل الصهاينة، بما للأحتلال من معنى وتفسير عرفتة القوانين الدولية وقوانين الأمم المتحدة، وان هذا الاحتلال جسم غريب ووجوده مؤقت لابد من زواله مهما طال الزمن ، وبذلك قطع الطريق أمام مشاريع التطبيع الصريحة والضمنية ، بذات الوقت كشف للشعوب العربية والإسلامية خيانة وعمالة المطبعين وتبعيتهم للكيان الغاصب .
بالمقابل منح ذكر المرجعية " لا سيما الشعب الفلسطيني في الاراضي المحتله " الشرعية للمقاومة ، و وجوب استمرارها ،ودعمعا لتحرير الاراضي الفلسطينة وطرد الكيان الصهيونية الغاصب ، اذ من الطبيعي ان كل احتلال لابد من مقابلته بقاومة ، وان مسؤولية استمرارية المقاومة ودعمها تقع على عاتق المسلمين ، لأن القضية الفلسطينية اليوم هي ليست قضية الشعب الفلسطيني بمفردة بل هي قضية المسلمين وقضية الإنسانية .
لقد اعاد البيان المبارك للمرجعية احياء القضية الفلسطينية في ضمير الامة، وذكر المسلمين والعرب بواجبهم تجاه اخوتهم في فلسطين، كما والهب روح المقاومة في صدر شباب الامة ، وان المسلمين لابد ان يتكاتفوا من اجل تحرير فلسطين وطرد الكيان الصهيونية المحتل .
وبذلك ادرك الشعب الفلسطيني اليوم عظيم هذا الموقف الاسلامي الأصيل تجاههم ،وادركوا انهم ليسوا وحدهم في الميدان ،بل المرجعية سندأ لهم وظهير ، وان الخونة والمطبعين لايمثلون ضمير الامة وموقفها الشرعي والاخلاقي تجاه فلسطين.
من جانب اخر ، ذكرت المرجعية بابا الفاتكان بمسؤوليتة التاريخية والإنسانية والدينية تجاه ما يجري في فلسطين والشعوب الاسلامية المستضعفة من معاناة ، لما يحملة من سلطة روحية كبيرة، لها القدرة الواسعة في التأثير على سياسات الدول العظمى، وحثها على الكف عن ايذاء الشعوب وحماية المسلمين ، كما فعلت المرجعية تجاه المسيحيين في العراق عندما تعرضوا للظلم والتهجير والقتل ابان اجتياح الارهاب ارض العراق ، وان لامخرج لأنهاء معاناة الشعوب وعذاباتها وتحقيق الاستقرار والسلام، غير تغليب لغة العقل والحكمة، وعدم توسع الدول العظمى في تحقيق مصالحها على حساب امن واستقرار وحقوق الاخرين .
https://telegram.me/buratha