محمود الهاشمي ||
انه لمشهد غريب ان تشهد اكثر من عشرين الى ثلاثين مواطنا ،يشكلون طابورا على مدخل احدى الصيدليات في المنطقة التي اسكنها (حي الاعلام ) فيما هناك العشرات من الصيدليات الاخرى منتشرة بالمنطقة الى حد وجودها بالازقة .
هذا (الطابور) جميعهم اصطفوا ليشتروا (علاج كورونا) ،ويستمر مثل هذا الطابور في تناقص وزيادة من الساعة الثالثة مساء (موعد افتتاح الصيدلية) وحتى غلقها ليلا !!
لانرغب ان نسأل عن سبب اختيار هذه الصيدلية دون غيرها ،مع ان جميع الصيدليات في المنطقة لديها ذات العلاج وبنفس السعر. !
الذي لفت نظري وانا ادخل الى العيادة القريبة من ذات الصيدلية ،ان الممرات ملأى بالمصابين ب(كورونا) فالسعال يتصاعد والخمول وارتفاع درجة الحرارة لدى الاغلب وهم مابين داخل على الطبيب وبين صاعد للطابق الثاني حيث المختبر واجهزة الاشعة !
لاشك ان الممرات ملاى بالفيروسات ،ولايصح المرور في كل الاحوال ولو تلثمت بقطعة جلد وليس كمامة .
اغلب المرضى من (المنطقة ) وهناك العشرات من الاطباء سواء من الاختصاص او غيره ،يحفظون الاعراض ونوع الادوية المتاحة .
الاطباء معظمهم تعرضوا للاصابة ،وقاطعوا عياداتهم لاكثر من شهرين او اقل ،اذا توفرت لديهم خبرة مباشرة ،وكذلك العاملين في المختبر والاشعة !
والمشكلة ان العيادة ليست لتخصص واحد فالاطباء مختلفون في تخصصهم لذا فان جميع المرضى من نسائية الى كسور الى باطنية الى اخره يضمهم مكان واحد .
دخلت امرأة مسنة على الطبيب المختص بالصدرية وبانزعاج قالت له (دكتور دولة بيهم كورونا ويگحون؟) فرد الطبيب (ولابد ان يأتوا هنا لنعالجهم)!
مبلغ (الكشفية) لايخرج عن ال(25) الف دينار بالغالب ،تضاف له ثلاثة فحوصات مختبرية سعر الواحد منها (40)الف دينار ثم صور الاشعة ب(25) الف عن كل صورة وغالبا ماتكون ثلاثة او اكثر للتأكد .
مبلغ العلاج الكامل (350) الف دينار !
بعد اخذ العلاج لاسبوع ،لابد من العودة لذات الطبيب للتأكد من فائدة العلاج (25) الف دينار الكشفية ولابد من فحصين مختبريين (80) الف ثم الذهاب الى السونار للاطمئنان بمبلغ (150) الف دينار !
(والبؤس في المضاعفات )
السؤال الاول ؛-من اين يأتي الفقراء بهذه المبالغ التي تقارب المليون مع النقل وغيرها ؟
المعلوم ان الاصابة لاحد افراد الاسرة ينتقل الى البقية باسرع مايكون ،ونقول في حال اصابة (البقية ) قد يصل المبلغ لاربعة ملايين مثلا وهذا ماشهدته بنفسي ان امرأة اشترت لثلاثة من افراد اسرتها دفعة واحدة !!
الفقراء اختفوا في منازلهم وعشوائياتهم وهم يسعلون ويخرجون للعمل احيانا وهم على هذا الحال حتى يهووا!
السؤال الثاني ؛-هل تعلم وزارة الصحة بهذه الاعداد التي تمرض وتعدي ماحولها وتتلقى العلاج دون اي رعاية اخرى ،وعن اي بيانات تتحدث وزارة الصحة عن عدد المصابين ؟
من يضمن ان الذين تلقوا العلاج قد شفوا واغلبهم لم يتابع مصير صحته ؟
الشارع الذي انا فيه تمرض الناس ب(الكورونا) وتخلد للبيت وتخرج وفق اهوائها ،ولانسمع عنهم الا قليلا !
الناس الكبار بالسن من الفقراء اغلبهم اما توفي او اصيب بعاهة بعينة او في منطقة اخرى من جسده !
حين يحتاج البعض الى الاوكسجين من المصابين هناك شباب من متقاربي العمر اختاروا مكانا غير صحي واشبه بالعشوائي بين الاسواق لكي يساعدوا الناس بذلك ،والمشكلة ان الفقراء ليس لديهم مايكرمونهم احيانا وهم مصرون على قيمهم الانسانية!
لم يذهب احد من المنطقة حسب علمي الى المستشفى ،سوى دكتور عامر محمد علي ومات فيه!
اي شخص مريض تسأله عن سر عدم زيارته للمستشفى يقول (يعني المزيد من المرض او الموت ) اي سمعة رفيعة لمستشفياتنا الحكومية ؟
ثم اين هي العلاجات واين اللقاحات الحكومية ؟
نحن نواجه وباء خطيرا باياد عارية ،وحكومة ضعيفة !
---
https://telegram.me/buratha