المقالات

إصبع على الجرح..طريق الحرير وطريق الحمير ..

1873 2021-03-28

 

منهل عبد الأمير المرشدي ||

 

وقّعت إيران والصين إتفاقية تعاون تجاري واستراتيجي تستمر لمدة 25 عاما تشمل في مضمونها فقرات التعاون في المجالات الإقتصادية والعسكرية والبنى التحتية علما إن هذه الإتفاقية تم التأسيس لها منذ العام 2016 اثناء زيارة الرئيس الصيني الى طهران .

خلال متابعتي لوسائل الإعلام العربية خصوصا الخليجية منها وجدت ردة الفعل الهستيرية على ما قامت به إيران تجاوز سقف الآراء بشأن الملف النووي بما حملت تلك الردود عبر نشرات الأخبار من تشويه وطعن وتزييف في ماهية الإتفاقية ومدى تأثيرها على السيادة الإيرانية وما أشيع عن وجود خلاف قوي داخل الطيف السياسي الإيراني وهو ما يؤكد صواب الخطوة التي قامت بها طهران حيث القاعدة العقلائية التي تقول صواب فعل الخصم لكل ما يغيض الخصوم  بالإضافة الى ذلك فإننا ندرك إن دويلات ومشايخ الخليج هي أدوات تتحرك وفق الكونترول الصهيوأمريكي ومن هنا نجد إنها صدى ما يعتري أمريكا وأوربا من مواقف رافضة للتقارب الإيراني مع الصين .

 ما يزيد الطين بله هو الموقف الصيني الجاد والحازم حيث صرح وزير الخارجية الصيني وانغ يي بأن علاقاتهم مع إيران لن تتأثر بالوضع الراهن بل ستكون دائمة وإستراتيجية وقال “إيران تقرر بشكل مستقل علاقاتها مع الدول الأخرى وليست مثل بعض الدول التي تغير موقفها بمكالمة هاتفية” .

الجدير بالذكر إن الإتفاقية تشمل استثمارات صينية في قطاعات رئيسية مثل الطاقة والبنية التحتية.بل إن الموقف الصيني كان أكثر استعدادا للمواجهة والوقوف مع إيران في بيان وزارة التجارة الصينية الذي جاء فيه ( إن بيجين ستحاول حماية الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى العالمية عام 2015 والدفاع عن المصالح المشروعة للعلاقات الصينية الإيرانية. ) .

ما أود أن اقوله إن معالم الشروع في مشروع طريق الحرير الرابط بين الصين وأوربا بانت معالمه من خلال هذا الإتفاق الذي سيجعل من إيران نقطة الإرتكاز الأهم فيه وبما سيمنح الإقتصاد الإيراني أموالا طائلة فضلا عما سيحدث من ثورة إنفجارية في الصناعات الكيمياوية والزراعية والطرق والجسور والموانئ والمطارات ولنا أن نتصور مدى التحول الذي سيحصل في إيران بعد تطبيق هذا الإتفاق الذي يعني ضمنيا كسر الحصار الأمريكي والأوربي المستمر منذ اربعين عام وإطلاق تصدير النفط الإيراني الذي سيصّدر منه ما يعادل مليون وربع المليون برميل يوميا الى المصانع الصينية .

 انه القرار وقوة القرار ودولة التحدي والصبر والإصرار والعقل الحكيم والبعد الإستراتيجي الذي يقود الجارة إيران فمبارك لهم هذا الإنجاز الذي سينجح إن شاء الله رغم كل التحديات وما يخطط عربيا وأمريكيا واسرائيليا  وأوربيا لإفشاله لكنه سينجح .

أما نحن هنا في عراق دولة اللادولة ودولة اللاقرار ولا رجال فقد تنازلنا عن طريق الحرير وأعطينا ظهورنا للصين خدمة لرشاوي الكويت واصدقائها اصحاب الهدايا من رئيس للبرلمان ونائبه ووزراء  ومسؤولين وتنفيذا لإرادة أمريكا وتلبية لشعارات ثورة تشرين التي اسقطت كل الفرص التي كان ينبغي أن نتشبث بها لنكون نحن اصحاب المبادرة واصحاب القرار وقررنا وبنجاح ساحق الى الإتفاق مع مصر والأردن بدلا من الصين لننتقل من طريق الحرير الى طريق الحمير والمسيرة مستمرة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك