منهل عبد الأمير المرشدي ||
وقّعت إيران والصين إتفاقية تعاون تجاري واستراتيجي تستمر لمدة 25 عاما تشمل في مضمونها فقرات التعاون في المجالات الإقتصادية والعسكرية والبنى التحتية علما إن هذه الإتفاقية تم التأسيس لها منذ العام 2016 اثناء زيارة الرئيس الصيني الى طهران .
خلال متابعتي لوسائل الإعلام العربية خصوصا الخليجية منها وجدت ردة الفعل الهستيرية على ما قامت به إيران تجاوز سقف الآراء بشأن الملف النووي بما حملت تلك الردود عبر نشرات الأخبار من تشويه وطعن وتزييف في ماهية الإتفاقية ومدى تأثيرها على السيادة الإيرانية وما أشيع عن وجود خلاف قوي داخل الطيف السياسي الإيراني وهو ما يؤكد صواب الخطوة التي قامت بها طهران حيث القاعدة العقلائية التي تقول صواب فعل الخصم لكل ما يغيض الخصوم بالإضافة الى ذلك فإننا ندرك إن دويلات ومشايخ الخليج هي أدوات تتحرك وفق الكونترول الصهيوأمريكي ومن هنا نجد إنها صدى ما يعتري أمريكا وأوربا من مواقف رافضة للتقارب الإيراني مع الصين .
ما يزيد الطين بله هو الموقف الصيني الجاد والحازم حيث صرح وزير الخارجية الصيني وانغ يي بأن علاقاتهم مع إيران لن تتأثر بالوضع الراهن بل ستكون دائمة وإستراتيجية وقال “إيران تقرر بشكل مستقل علاقاتها مع الدول الأخرى وليست مثل بعض الدول التي تغير موقفها بمكالمة هاتفية” .
الجدير بالذكر إن الإتفاقية تشمل استثمارات صينية في قطاعات رئيسية مثل الطاقة والبنية التحتية.بل إن الموقف الصيني كان أكثر استعدادا للمواجهة والوقوف مع إيران في بيان وزارة التجارة الصينية الذي جاء فيه ( إن بيجين ستحاول حماية الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى العالمية عام 2015 والدفاع عن المصالح المشروعة للعلاقات الصينية الإيرانية. ) .
ما أود أن اقوله إن معالم الشروع في مشروع طريق الحرير الرابط بين الصين وأوربا بانت معالمه من خلال هذا الإتفاق الذي سيجعل من إيران نقطة الإرتكاز الأهم فيه وبما سيمنح الإقتصاد الإيراني أموالا طائلة فضلا عما سيحدث من ثورة إنفجارية في الصناعات الكيمياوية والزراعية والطرق والجسور والموانئ والمطارات ولنا أن نتصور مدى التحول الذي سيحصل في إيران بعد تطبيق هذا الإتفاق الذي يعني ضمنيا كسر الحصار الأمريكي والأوربي المستمر منذ اربعين عام وإطلاق تصدير النفط الإيراني الذي سيصّدر منه ما يعادل مليون وربع المليون برميل يوميا الى المصانع الصينية .
انه القرار وقوة القرار ودولة التحدي والصبر والإصرار والعقل الحكيم والبعد الإستراتيجي الذي يقود الجارة إيران فمبارك لهم هذا الإنجاز الذي سينجح إن شاء الله رغم كل التحديات وما يخطط عربيا وأمريكيا واسرائيليا وأوربيا لإفشاله لكنه سينجح .
أما نحن هنا في عراق دولة اللادولة ودولة اللاقرار ولا رجال فقد تنازلنا عن طريق الحرير وأعطينا ظهورنا للصين خدمة لرشاوي الكويت واصدقائها اصحاب الهدايا من رئيس للبرلمان ونائبه ووزراء ومسؤولين وتنفيذا لإرادة أمريكا وتلبية لشعارات ثورة تشرين التي اسقطت كل الفرص التي كان ينبغي أن نتشبث بها لنكون نحن اصحاب المبادرة واصحاب القرار وقررنا وبنجاح ساحق الى الإتفاق مع مصر والأردن بدلا من الصين لننتقل من طريق الحرير الى طريق الحمير والمسيرة مستمرة .
https://telegram.me/buratha